ترميز الألفاظ واستحضار الأعلام
التراثية في شعر انتفاضة الأقصى 2000م
د.محمد فؤاد / ديب السلطان*
ـــــــــــــــــــــــــ
Researh Title
Symbolizing terms and bringing famous characters in the
poetry of Aqsa Uprising for the year 2000
Summary of Research
The Research deals with symbolizing current terms , and
bringing ancient famous men such as
prophets , messengers , leaders , famous men and names of places , in addition
to events which have a relation with Jerusalem , analyzing titles of poems ,
and explaining their meanings and purposes .
The
research includes a number of poems written in the first three months of the
Aqsa uprising for a group of Arab poets , with applied and critical study based
on for poems of the research ,
ملخص
يتناول
البحث ترميز الألفاظ العادية ، واستحضار الأعلام التراثية كأسماء الأنبياء والرسل
والقادة والمشاهير ، وأسماء الأماكن والأحداث التي لها علاقة بالقدس ، وتحليل
عناوين القصائد وبيان إشاراتها ودلالاتها لعدد من القصائد التي قيلت في ثلاثة
الأشهر الأولى لانتفاضة الأقصى، مع دراسة نقدية تطبيقية على ثلاث من قصائد البحث .
ترميز
الألفاظ واستحضار الأعلام التراثية في شعر انتفاضة الأقصى
التمهيد
: المدونة الشعرية المدروسة
أولاً
ـ ترميز الألفاظ العادية
ثانياً
ـ استحضار الأعلام التراثية
أ-
أسماء الأنبياء والرسل والقادة والمشاهير
ب- أسماء الأماكن والأحداث التي لها علاقة بالقدس
ج-
أسماء القدس ومعالمها
د-
رموز مستمدة من الأساطير والتاريخ والحكايات القديمة
ثالثاً
ـ دلالة عناوين القصائد وإشاراتها
رابعا
_ دراسة نقدية تطبيقية على ثلاث قصائد من المدونة الشعرية المدروسة
مما
لا شك فيه أن انتفاضة الأقصى لعام 2000م قد أثارت مشاعر الأدباء في مختلف بلاد
العروبة والإسلام ، وليس هذا غريباً لما يتمتع به الأقصى بصفة خاصة والقدس بصفة
عامة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
، ملتقى الأنبياء وبوابة الأرض إلى السماء ، مولد المسيح ، ومسرى محمد
الصادق الأمين ، منها عرج إلى السماء وعلى ترابها صلى عمر بن الخطاب ، وفي أرجائها
ارتفع صوت بلال بن رباح مؤذن الرسول وعلى أسوارها ارتفعت رايات صلاح الدين ، لذا
غدا لزاماً على الأدب عامة والشعر خاصة أن يتناول انتفاضة الأقصى التي هزت القاصي
والداني ، ففاضت قرائح الشعراء بأروع القصائد .
لذا أجد أنه لابد من القول بأن إغفال
شاعر أو نص شعري لا يعني عدم الاهتمام بشعره أو الجهل بمكانته ، وإنما تقتضيه
طبيعة الدراسة ، التي اعتمدت على تلك القصائد التي وجدت على موقع الانتفاضة على ( الإنترنت
) في ثلاثة الأشهر الأولى لانتفاضة الأقصى التي تفجرت بعد صلاة الجمعة في التاسع
والعشرين من سبتمبر لعام 2000 على أثر تدنيس شارون لباحة الأقصى تحت حراسة ألفين
من جنود العدو الصهيوني.
وقد وقع في دائرة دراستي ست وستون قصيدة
لأربعة وأربعين شاعراً من أقطار عربية مختلفة.
وقد رتبت الشعراء مع
ذكر قصائدهم في الانتفاضة والتي ستدور حولها الدراسة طبقاً لأسماء الشعراء مرتبين
على حروف المعجم، مع ذكر القطر الذي ينتمي إليه الشاعر وتاريخ القصيدة إن وجد.
التاريخ
|
القطر
|
عنوان
القصيدة
|
اسم
الشاعر
|
م
|
|
|
إمضاء
حجر
|
د. إبراهيم محمد
إسحق
|
1
|
|
مصر
|
وإذا
الموؤدة سئلت
|
د.
أحمد البحراوي
|
2
|
3/7/1421هـ
3/7/1421هـ
|
السعودية
|
إلى
روح البطل الصغير محمد جمال الدرة
درب
الندامة
لا
ترقبوا
|
أحمد
بن الفيفي
|
3
|
2/11/2000م
|
العراق
|
طفح
الكيل
|
أحمد
مطر
|
4
|
|
|
على
لسان الأقصى الجريح
|
أفلح
بن أحمد بن سليمان الكندي
|
5
|
2/11/2000م
|
البحرين
|
حجر
.. أحن
|
حمدة
خميس
|
6
|
|
فلسطين
|
اندلاعات
|
خليل
حسونة
|
7
|
|
|
درب
العرب
|
رامي
حسن
|
8
|
|
|
أما
آن أن يستريح الحجر
|
زياد
السلوادي
|
9
|
|
|
شهيد
الأقصى يودع أمه
|
زياد
مشهور مبسلط
|
10
|
|
فلسطين
|
وحدي
أؤرخ للضحايا
|
سائد
السويركي
|
11
|
28/8/2000م
13/9/2000م
1/10/2000م
3/10/2000م
5/10/2000م
14/10/2000م
15/10/2000م
18/10/2000م
19/10/2000م
30/10/2000م
|
السعودية
|
إليك
يا محمود
هي
في النساء
ورموك
يا رامي
قتلوا
الصبي محمداً
هم
قتلوك يا سارة
التحرير
أحمد
الوجه
.. والكف
قاطعوهم
أما
في القوم من رجل رشيد
|
د.
سعد عطية الغامدي
|
12
|
|
فلسطين
|
إيقاعات
للورد
|
سليم
النفار
|
13
|
|
|
بطاقة
إلى الأقصى
|
د.
سليمان العيسى
|
14
|
3/10/2000م
|
سوريا
|
انتفاضة
الأقصى
|
سليمان
محمد غزال
|
15
|
|
|
عجب
من عجب
|
شادي
الأيوبي
|
16
|
|
فلسطين
|
آهات
القدس
|
شادي
المناصرة
|
17
|
|
|
إلى
الشهيد الدرة
|
صالح
علي العمري
|
18
|
|
السعودية
|
السيف
أمضى من التهريج والخطب
|
عائض
القرني
|
19
|
|
السعودية
|
في
طريق الحزن
هو
رامي أو محمد
وجعلناكم
أكثر نفيرا
|
عبد
الرحمن العشماوي
|
20
|
|
|
آهات
أموية في محراب الأقصى
زيتونة
بيت المقدس لا تذبل
الفأرة
إسرائيل تتجول في الوطن المضبوع
قمر
مقدسي يشرق في غابات الزيتون
|
عبد
الرحمن فرحانة
|
21
|
|
السعودية
|
ثوب
التتار
|
عبد
العزيز بن عبد الرحمن الجاسر
|
22
|
3/7/1421هـ
|
السعودية
|
أشلاء
درة
حينما
يصبح الحمام سلاماً
|
عبد
العزيز بن عبد الله العزاز
|
23
|
21/7/1421هـ
|
السعودية
|
الشهيد
اشهيد والقبر الكل زايره
|
عبد
الله بن حمير آل سابر الدوسري
|
24
|
22/12/2000م
|
|
لبيك
يا أقصى
|
عثمان
حسين عثمان
|
25
|
|
فلسطين
|
درة
الأقصى
|
د.
عدنان رضا النحوي
|
26
|
|
فلسطين
|
مخربون
نحن
|
عمر
خليل عمر
|
27
|
21/7/1421هـ
|
السعودية
|
اثنتا
عشرة آية من سورة الحجر
|
عيسى
العلي
|
28
|
|
السعودية
|
عفواً
… يارا
|
د.
فيصل السعد
|
29
|
|
ألمانيا
|
مواكب
الشهداء
|
قاسم
شبلي
|
30
|
|
فلسطين
|
ما
أخذ بالقوة
|
كمال
غنيم
|
31
|
|
الكويت
|
في
يوم القدس
|
مبارك
صالح النجادة
|
32
|
4/11/2000م
|
الصومال
|
أطفالنا
|
محمد
الأمين محمد الهادي
|
33
|
|
السعودية
|
اعتذار
عبري
رسالة
إلى منظمة المؤتمر الإسلامي
|
د.
محمد بن ظافر الشهري
|
34
|
8/7/1421
|
السعودية
|
أبي
عاد اليهود
|
محمد
بن عبد الرحمن المقرن
|
35
|
|
|
فلسطينية
العينين
|
محمد
جعفر
|
36
|
|
|
شطب
السلام
|
د.محمد الشيخ
محمود صيام
|
37
|
|
|
خلاصة
القول
اليوم
قد نطق الحجر
|
محمد
العائد
|
38
|
|
اليمن
|
الانتفاضة
|
محمد مبارك بن شرهان بن رباع
|
39
|
2/11/2000
3/12/2000
|
فلسطين
|
محمد
القربان
|
محمود
درويش
|
40
|
|
|
نداء
الدماء على ساحات الأقصى
|
محمود
محمد عيسى طعمة
|
41
|
|
|
مهلاً
|
محيي
الدين عطية
|
42
|
|
السعودية
|
دمع
المآقي
لا
تسأليني يا هتون
|
وليد
بن صالح الغرير
|
43
|
|
|
مناجاة
الطفل الشهيد محمد الدرة
|
يحيى
برزق
|
44
|
أولاً
ـ ترميز الألفاظ العادية :
إن
ترميز الألفاظ مسألة في غاية الدقة ، لأنها تحتاج إلى خيال واسع وتفكير عميق ،
ورؤية ثاقبة ، وقوة ابتكارية قادرة على صناعة الرموز من خلال المواقف والأحداث
العامة والارتقاء بمستواها الدلالي المألوف إلى مستوى فني أكثر خصوصية ، قادر على
تصوير تجارب المبدع واانفعالاته من خلال كسر نمطية المعطيات التراثية أو الطبيعية
أو الواقعية ، وصياغتها من جديد بشكل يخرجها عن واقعها الموضوعي ، ويجردها من
دلالتها المألوفة ، ويضفي عليها ملامح جديدة ترقى بمستواها الدلالي ، وتجعلها أكثر
خصوصية وعمقا وكثافة ، وذلك بتفاعلها ضمن شبكة من العلاقات اللغوية والنفسية ،
تفتح ذاكرة المتلقي على مدخرات معرفية وحقول دلالة واسعة تجعله في علاقة جدلية مع
الرموز ، ومهما تكن خصوصية هذه الرموز ، فإنه لا يمكن " أن تكون خاصة بكل
معاني الكلمة ، وإلا عجز المجهود عن إدراكها ، فعلى الرغم من كل ما يقال عن خصوصية
الرؤية الرمزية ، وكذلك عن خصوصية الرموز ، فلا بد من أن تكون قادرة على حمل معنى
قادر على التوصيل للمتلقي ، ومن هنا تمتلك روحا رمزية عامة"(1)
فترميز
الألفاظ التراثية أو الواقعية أو الأسطورية أو غيرها، تتداخل في صناعتها الصور
والمواقف والأحداث الكامنة في اللاشعور، وتتشكل نتيجة رؤى المبدع الذاتية وتفريغ
مرجعية الألفاظ من دلالاتها الوضعية، وشحنها بدلالات مستمدة من تجارب المبدع
الذاتية، وتحويلها عن عموميتها الدلالية إلى خصوصيتها الإيحائية، مما يساعد على
التفاعل مع انفعالاته وفهم تجاربه، و"إن ابتكار الرمز الشخصي أو اختياره لا
يكون دائما قضية قصديه، إذ لا بد للشاعر من أن يكون مأخوذا حتى النخاع بهاجس فكري
أو جمالي أو وجداني يكون محور حياته كلها، يحتضن أعمال مجتمعه، ويمنحها نبرة
أسطورية غامرة، حتى تجسد رموزه الشخصية هذا الهاجس الشامل، وتجعل منه سياقا
دينمايكيا ناميا"(2). وهذا
ما يجعل غالبية الرموز الخاصة ظلالا لحالات المبدع الانفعالية وتجاربه الذاتية،
لذلك فهي تتيح للمبدع شحنها بدلالات وطاقات جديدة، من خلال شبكة جديدة من العلاقات
مع باقي الدوال في النص: "لأن الذي يعطي العمل الفني كيانه ويحدد قيمته هو
تجارب الفنان الفنية، وعقله الخالق وقدرته على الابتكار، ومدى محافظته واستيعابه
للقيم الفنية والتقاليد الأدبية الموروثة، والمتداوله عند معاصريه وسابقيه"(3) الأمر الذي يمكن المبدع من الامتداد
إلى المناطق الدفينة، والنفاذ إلى قلب الأشياء وامتصاص كنهها، وصهرها بة وإذا
الفوارق بينها، و إخراجها بصورة شعرية جديدة تحمل لونا خاصا ونكهه مميزة تعبر عن
رؤية المبدع، وكذلك تتجاوز مخيلة المبدع ووظيفتها الاختزالية والاستنكارية إلى
"وظيفة ابتكاريه مميزة، بمعنى أن هذه القوة تأخذ الصورة المختزنة في الخيال،
وتعيد تشكيلها في هيئات جديدة لم يدركها الحس من قبل(4)
وبذلك تكتسب الألفاظ المستمدة من الواقع أو الأحداث أو التراث أو الأسطورة-رؤية
جديدة تنم عن "اتصال وجداني واع بين ذات الكاتب والواقع الموضوعي، بحيث يتحول
الواقع أثناءها من مناخه الزماني والمكاني خارج الذات، الى مناخ الموقف الإنساني
داخل الذات، ومنه يتخذ الواقع صورته الفنية الجديدة التي يبدو بها كائناً جديداً
يختلف في اتساقه وانتظامه وتركيزه وحرارته الوجدانية عما كان عليه في الطبيعة أو
الحياة الاجتماعية اليومية"(1)
إن
إعادة خلق اللغة بلغت ببعض الشعراء إلى ترميز ألفاظ عادية باستعمال خاص ذي قوة
إيحائية ، تسمح لهم بتجاوز معانيها المعتادة وبالتعبير عن الزاوية المظلمة من
النفس ، التي لا تدركها اللغة العادية ، فإشعاعاتها تفوق أبعاد موقعها في الجملة
البسيطة لتصل أحياناً إلى أبعاد القصيدة برمتها ، تنبعث منها دلالات وإيحاءات
متجاورة تجعل منها رموزاً متعارفاً عليها ، تثير في النفس الصور ، وتستدعي المخزون
التراثي الدفين ، وبذا أخذت معاني جديدة ، إضافة إلى معناها الأول أو تجاوزاً له.
فالجوع
مثلاً لم يعد مرادفاً للبؤس ، وإنما صار صانعاً للثورة وكذلك الجرح ما عاد تعبيراً
عن الألم بل صار إشارة لجرح المعارك والتحدي ؛والدموع ،أيضاً اختلفت دلالاتها
فأصبحت للفرح الكبير دموعه.
ومن
هذه الألفاظ التي سنعرض لها :
الزيتون
:
الذي يشير إلى روابي القدس إذ تقوم
مدينة القدس على جبل الزيتون، الليمون :
رمز الحنين والتجذر في أرض فلسطين التي اشتهرت بمزارع الحمضيات، اللوز
: رمز لروابي القدس المشتهرة بأشجار
اللوز حتى باتت حلم الشعراء، النخلة والنخيل :
رمز التجذر والأمل وبلوغ الهدف ، وقد ارتبط بالقدس من خلال قصة ميلاد المسيح عليه
السلام في بيت لحم ، والتي وثقها القرآن الكريم، غرقد وعوسج :
رمز الفناء والقضاء على اليهود الصهاينة في فلسطين ، وقد ارتبط هذا النبات بأحاديث
تتحدث عن أرض فلسطين وفناء اليهود فيها، سنبلة ، سنابل
:ترمز إلى الخصب والاستقرار ، و الأمل
والنصر، بستان
: رمز
الحنين والخصب والتجذر، لما تحمله من رائحة الوطن، المطر:
رمز للإخصاب والتطهير والحركة والنمو والتفاعل ، وبشارة ولادة، الريح
والرياح : رمز الرغبة في التغيير والأمل المتجدد
، والقوة القادمة التي ستقتلع الخيام رمز الذل العربي ، وناطحات السحاب رمز
الغطرسة الامريكية، الرعد :
رمز القوة الكامنة في الانتفاضة ،التي
تذكرنا بقوة القصف الجوي والبري والبحري من قبل العدو الصهيوني، الشمس
: رمز
الحرية والتطهير، الأرض : رمز الوطن ،والأم
،والحبيبة ،والإنسان ،والحلم والمكان ،يجمعها مشترك دلالي واحد وهو العطاء
المتواصل، الثرى : رمز الخصب والاستشهاد والحنين والعطاء، الإسراء
والمعراج : رمز السفر المعجر بين الأرض والسماء ،
ورمز المستقبل المجهول للقدس أرض الرباط، الليل :
رمز القهر والقيد والحصار والظلم والشر من قبل العدو المستعمر، الموت
: رمز للحياة والمقاومة ، رمز للشهادة ،
حتى غدا الموت جميلاً، الحرائق الإحراق الجمرات :
رمز المقاومة والكفاح المسلح ضد العدو ، ورمز الشر والخراب الذي أوقعه العدو
بالشعب الفلسطيني وبالمقدسات، النار:
رمز التطهير وإعادة خلق الأشياء، اللهب اللهيب :
رمز التطهير وإعادة خلق الأشياء وتشكيلها من جديد، الدم :
رمز المقاومة والتضحية والحرية،
وقد ورد في قصائد
كثيرة الشهادة
والشهيد والشهداء : رمز
التضحية والبذل والخلود والإيمان بعدالة القضية، وقد تكرر هذا الرمز أكثر من غيره
وأكثر من مرة في بعض القصائد لما له علاقة بالانتفاضة، الحجر:
أخرجها الشعراء ، بل أطفال
الانتفاضة في الأرض المحتلة من صمتها وسكونها
فأصبحت ، رمز المقاومة الشعبية غير المسلحة ،وهو من أكثر الرموز انتشاراً في شعر
انتفاضة الاقصى، انتفاضة : رمز المقاومة
الشعبية غير المسلحة في ظل العجز العربي أمام الظلم الصهيوني، العرس
والعريس : رمز المقاومة والشهادة والصبر ، وهو من
أقل الرموز انتشاراً في حين أنه من أكثرها شحناً وتغييراً لدلالاته المعجمية ، وقد
اكتسب هذه الدلالة البعيدة ، من خلال المقاومة في الأرض المحتلة، وكثرة سقوط
الشهداء والتي هي بين العريس والشهيد.
الصباح:
رمز الأمل والبشارة والنصر.
الزهر،
الزهور، أزهار، الأزاهر، الورد, الفل، الزنبق: رمز
الأمل والشباب والغد المشرق، العيون: رمز تعرية الذات وكشف الحقيقة المرة ،
والسهر لحراسة الأرض والمقدسات، أبناء الأفاعي:
رمز الشر والفساد والإفساد الصهيوني، الخنزير:
رمز النجاسة والحقد الصهيوني والغضب الإلهي على اليهود المعتدين، المسخ
القذر: رمز الشر والغضب الإلهي على فساد
اليهود، القرود:
رمز السخط الإلهي والفساد الصهيوني والظلم والعناد، الفراشة:
إشارة إلى الطفولة البريئة والضعف الفلسطيني أمام آلة الحرب الصهيونية، المقلاع:
رمز المقاومة الباسلة لأطفال الانتفاضة في ظل غياب السلاح والكفاح المسلح، الحصى:
رمز المقاومة الباسلة والذخيرة التي لا
تنفد لمقاليع أبطال الإنتفاضة، مخربون:
رمز أبطال الانتفاضة البواسل ، الذين يوقعون بالعدو الرعب ، وهم الذين يطلق عليهم
العدو الصهيوني هذا اللفظ ، وهو المعادل الموضوعي لأبطال الانتفاضة، الأفعى،
الثعابين: رمز الخطر والموت الخفي، المغارة:
رمز التحجر والنهاية المظلمة، الحلم:
رمز الهروب من الواقع الرديء، الأحلام
: رمز الهروب واليأس من الواقع المزري، شقائق النعمان
: رمز التضحية والدماء والشهداء المنتشرة
في أرجاء الأرض الفلسطينية، الغراب:
رمز الشر والخراب والحزن. الحمامة:
رمز الضعف العربي، والسلام المفقود، القبرة:
رمز الوطن الفلسطيني الهدهد:
رمز البشارة والنبوة والتأكيد على
الهوية الفلسطينية، النمل:
رمز النبوة والضعف العربي أمام الخطر الصهيوني، الدجى:
رمز اليأس والقلق والخوف من المجهول، الظلام:
رمز العدوان والشر والخوف وفقدان الأمل، الغسق:
رمز الحزن والألم الذي طال مداه ، ولا يعرف منتهاه، النعاس:
رمز الإرهاق والتعب العربي ، وعدم القدرة على التصدي للعدو، ثلج:
رمز للتخاذل العربي حيال ما يجري في
فلسطين من تدنيس المقدسات، الماء:
رمز الطهارة والقداسة والأمل والتجدد، الدموع:
رمز التطهير والفرح والبطولة، الخبز:
رمز الفقر والجوع بخلاف دلالته المعجمية المعروفة، أنوار، نور، ضوء:رمز
الأمل والبشارة في النصر، المستحيل:
رمز التحدي والوصول إلى الغاية رغم صعوبة الهدف، عشب:
رمز الخصب والسلام وأرض الوطن، الخيام:
رمز الفقر والجوع والتشرد، إعصار:
رمز الثورة على الظلم والرغبة في التغيير،السحب ،الغيمة:
رمز للإخصاب والتطهير والحركة والنمو والتفاعل مع الأحداث، البرق:
رمز الأمل في التغيير وتحقيق الغاية، الجرح:
رمز المقاومة والتحدي في وجه العدو الصهيوني وقد تكرر كثيرا في القصائد، النزف:
رمز التضحية والعطاء المتواصل ، وتخلي الأشقاء عن أبطال الانتفاضة، الفجر:
رمز الأمل والبشارة بالنصر ، والتخلص من
ظلم الاحتلال وجبروته .
ثانيا:
استحضار الأعلام التراثية:
المرجعية
التراثية من أكثر المرجعيات الرمزية حضورا في شعر الانتفاضة، لغزارتها الدلالية،
وكثافتها الإيحائية، والتصاقها بوجدان الجماهير لقداستها وعراقتها وإضفائها طابعاً
حضارياً وشمولياً على النص، لأنها مصدر للضمير القومي والذات الجماعية، لذلك فهي
تشكل للذات المبدعة والمتلقية "ضربا من ضروب التعويض عن غياب الحلم"(1) في الواقع المليء بالمفارقات
والمتناقضات.
وليس
معنى أن الشاعر يلجا إلى التراث هاربا من هموم الواقع، و إنما منتهلاً ينابيعه
المعرفية، وقيمه الفكرية والروحية التي تعمل على إخصاب رؤاه الفنية والنهوض بواقع
أمته المتردي.
والجدير
بالذكر أن استلهام الآفاق الروحية والفكرية للموروث تحتاج إلى ثقافة واسعة وقراءة
واعية ورؤية عميقة، تمكن المبدع من اختيار رموزه، واستغلالها داخل بنائه الفني، كي
تكون قادرة على الإشعاع الدلالي، وصالحة للنهوض بتجربة المبدع، بل لا بد من
"البحث عن السمات الدالة في الشخصية أو الأسطورة وأن يربط ربطاً موفقا بينهما
وبين ما يريد أن يعبر عنه الشاعر من أفكار(2).
لأَن
استدعاء المعطيات التراثية ما هو إِلا إنعكاس لـ "وعي المبدع، أياً كان مجال
إبداعه-بالماضي، وفهمه للحاضر واستشرافه للمستقبل"(3).
ليطلق
نوعا من التوازن بين التراث والمعاصرة، و "الشاعر الذي يحس بأنه يقف على عتبة
مملكة الشعر هو الذي يستطيع استغلال الماضي وابتكار شيء جديد"(4) يعبر عن روح العصر من ناحية، وعن
الوجدان الجمعي للأمة من جهة ثانية.
أسماء
الأنبياء والرسل والقادة والمشاهير:
فالموروث
الديني على تنوع دلالاته واختلاف مصادره شكل مصدراً إلهامياً ومحوراً دلالياً ومعجماً
إيحائياً، ومرجعاً معرفياً، لكثير من
المعاني والمضامين التي استوحاها الشاعر المعاصر وحاول النفاذ من خلالها لتصوير
معاناته، والتعبير عن قضاياه ومواقفه، وتعميق تجاربه، لأن الموروث الديني يزخر
بدلالاتٍ إنسانية، وقيم روحية غنية تعينه على تأكيد قضاياه الفكرية والقومية التي
تتعلق بقضية الصراع العربي الصهيوني، وتعميقها في وعي المتلقي ومنحها بعداً
شموليا، من هنا اهتموا بالمعطيات الدينية التي تتعرض لليهود وجرائمهم، واستدعوا
الأنبياء وحاوروهم، واشتكوا إليهم من معاناتهم وعذابهم على أيدي اليهود، وذلك
لثراء هذه الشخصيات الدلالي وقدرتها على حمل أبعاد التجارب المعاصرة، وقربها من
معاناة وهموم الإنسان العربي المعاصر لـ "أن شهوة إصلاح العالم هي القوة
الدافعة في حياة الفيلسوف والنبي والشاعر وسيلة إصلاحية"(5) وتعرض الفيلسوف والنبي والشاعر للأذى
من أجل قضايا فكرية وقيم روحية تكاد تكون متشابهه.
فالتجارب
الشعرية والمواقف النفسية التي مرت بها المعطيات الدينية التراثية شبيهه بالتجارب
الشعرية المعاصرة، وهذا التشابه شكل حافزاً قوياً لشعراء الانتفاضة للامتياح من
الموروث الديني والتاريخي باستدعاء شخصياته، واستحضار مواقفه وإحداثه واستغلال
إمكاناتها الإيحائية و أبعادها الدلالية.
وهي
دلالات دارت دوراناً واسعاً في شعر القدس ، وتباينت دلالاتها ، وتكرارها من اسم
لآخر ، وقد تغيرت دلالة بعضها من خلال السياق ، كما اكتسب بعضها دلالات جديدة.
ومن
هذه الأسماء التي نعرض لها:
آدم:
رمز الوجود الإنساني الأول والتواضع
البشري ، والضعف الإنساني، حواء:
رمز السكينة والحب والضعف الإنساني
والشر والإفساد، هابيل: رمز الضحية التي لا
ذنب لها أما م الوحشية والقسوة الظالمة لأولاد العمومة، نوح:
رمز الإيمان والإصرار على الدعوة في زمن صعب ، ورمز لاستجابة دعوة المخلصين، سارة:
رمز الجلاد والضحية معاً، يوسف:
رمز الضعيف المظلوم الذي ينتصر في
النهاية على قوى الشر وهو رمز الفلسطيني، قارون:
رمز للعدو الصهيوني الذي يغتر بغناه وقوته ، والذي ستدور عليه الدوائر، موسى:
رمز إلى الفلسطيني صاحب الحق الذي ينتصر
في النهاية على الأشرار، هارون:
رمز إلى من يناصر الحق وإن تعرض للأذى في سبيل ذلك، سليمان:
رمز الحاكم العادل الذي لا يعرف المستحيل، بلقيس:
رمز الجمال والحكمة والتواضع، الروم:
رمز للقوة التي لا تدوم أمام الإرادة والإيمان بالحق، أيوب:
رمز الصبر ورمز الفلسطيني المتحمل للظلم الإنساني ، الذي سينتصر في النهاية، ذي
النون(يونس): رمز الإنسان الذي يخرج على قومه ، ثم
يعود للحق، *يحيا:
رمز الشهادة في سبيل الحق، عيسى:
رمز للظلم الواقع على الدم الفلسطيني المسفوح ، كما هو رمز إلى الأمل والبشارة، نيرون:
رمز لجنون العظمة والشر والإفساد والتدمير والنهاية الحتمية، محمد
صلى الله عليه وسلم أحمد المختار:
رمز الثورة على الواقع العربي الفاسد، والقدرة على التغيير والإصلاح في أسوأ
الظروف، الخنساء:
رمز الصبر والتضحية والعطاء بفضل
العقيدة الصادقة في سبيل الله، أبو بكر:
رمز للإيمان الصادق والاستعداد للبذل والتضحية في سبيل نصرة الحق، عمر
الفاروق: رمز العدل والشجاعة في الحق، علي:
رمز الحكمة والشجاعة والتقوى، حسّان
بن ثابت: رمز النضال بالكلمة ، والتي لا تقل
أهمية عن الرصاصة، أبو ذر الغفاري:
رمز الإيمان والشجاعة، بلال
بن رباح: رمز الصبر والثبات على الحق مهما لقي
المرء من عذاب وصعاب، زيد بن ثابت :
رمز الطاعة والامتثال لأمر الله تعالى مهما كلف ذلك من تضحيات،
قريظة: رمز الشر والإفساد ، والذي هو طبع
متأصل في اليهود منذ القدم، فاطمة البتول:
رمز المرأة المكافحة من أجل الحق، زينب:
رمز المرأة المكافحة لنصرة الحق، مروان
الأموي: رمز الانتماء العربي الصادق، الوليد:
رمز القائد العربي المخلص لنصرة الوطن والدين، المنصور العباسي: رمز
للقائد العربي المسلم القادر على البناء والتجديد والتصدي للأعداء، المهدي:
رمز القدرة على التصدي ومقاومة الأعداء، المعتصم:
رمز النخوة العربية المفتقدة في ظروفنا الراهنة، نور الدين:
رمز القائد المسلم الذي نفتقده في مثل هذه الظروف الصعبة، صلاح
الدين: رمز البطل المسلم محرر القدس وبطل حطين
المفتقد في حاضرنا اليوم، بلفور:
رمز السياسة الغربية والتآمر الاستعماري على العرب، هتلر:
رمز التعصب القومي والدكتاتورية
والوحشية ، والنهاية الحتمية للظلم الصهيوني.
القسام:
رمز المجاهد العربي من أجل القدس، ناجي العلي:
رمز البطولة والمقاومة الفلسطينية بالفكر والفن والأدب، أحمد
ياسين: رمز الإرادة الصلبة والتصميم على
استرجاع الحقوق رغم الضعف الجسدي، فتحي الشقاقي:
رمز للشباب العربي المسلم القادر على
القيادة وزلزلة العدو، يحيى عياش:
رمز للشباب العربي المسلم القادر على استيعاب التكنولوجيا العسكرية.
ب-أسماء الأماكن
والأحداث
سدرة
المنتهى: إشارة إلى نهاية رحلة الكفاح الطويلة
الشاقة، البراق:
تأكيد لعروبة القدس وقدسيتها من خلال استحضار رحلة الإسراء والمعراج، كنعان:
إشارة إلى العرب الذين سكنوا القدس منذ آلاف السنين، مكة: توأم مدينة القدس
،قبلة المسلمين الأولى ،والمحطة الأولى والأخيرة لرحلة الإسراء، الكعبة:
توأم الصخرة المشرفة التي بناها العرب الأول في مكة وفي القدس وشرفها الأنبياء كإبراهيم
ومحمد عليهما السلام، البيت الحرام:
وهو المسجد الحرام الذي اقترن اسمه بالمسجد الأقصى في رحلة الإسراء، البيت
المطهر: وهو المعنى اللغوي لاسم القدس ، وهو
توأم القدس الديني، طيبة:
مدينة الرسول الكريم التي هاجر اليها
واستقر فيها، تشترك مع القدس التي هاجر إليها المسيح عليه السلام واستقر فيها، أم
القرى: إشارة إلى مكة المكرمة توأم القدس
الروحي، الطور:
إشارة إلى المكان الذي كفر عنده اليهود بنبيهم موسى عليه السلام ، وهو اسم لأحد
جبال القدس، الصين:
بلد ذو حضارة وعراقة منذ القدم ، له علاقة بالإسلام والمسلمين وبالقدس، روما:
إشارة إلى الإمبراطوريات القوية التي عاقبت اليهود ونكلت بهم، ثم انهزمت، مصر:
إشارة إلى دور مصر القديم وعلاقة اليهود وفلسطين، النيل:
إشارة إلى الأطماع الصهيونية في أرض العرب من الفرات إلى النيل، اليمن:
إشارة إلى الحدود الجنوبية للعالم العربي الكسيح العاجز عن مواجهة الصهاينه، الشام:
خير بلاد الله ، والتي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة والتي تعتبر القدس
عاصمتها المقدسة، حلب: مدينة لها تاريخ
مشرف ، إذ ترتبط بالحمدانيين وبالمتنبي وبالعرب الأبطال، فلسطين:
وهي الأم الحقيقية للقدس الحزينة مركز الصراع العربي الصهيوني، تونس:
إشارة إلى التراث العربي القديم منذ السير الشعبية العربية القديمة، المغرب:
إشارة إلى الفتوحات العربية للأندلس، طنجة:
إشارة إلى مراكز الحضارة العربية إبان الفتوحات الأندلسية، أرض
الحجاز: إشارة
إلى الأراضي المقدسة التي لها علاقة توأمة بالقدس، خيبر:
إشارة إلى الغدر اليهودي ، وموقفهم العدائي من المسلمين منذ فجر الإسلام، المدائن:
إشارة إلى البطولات العربية إبان الفتح
الإسلامي هناك، ذات السلاسل:إشارة
إلى الانتصارات العربية التي كانت نتيجة الإيمان الصادق، الكوفة:
إشارة إلى مدينة العلم ، التي يمثل علي بن أبي طالب مفتاحها، كربلاء:
إشارة إلى المذابح التي ارتكبها العرب في حق الفلسطينيين، فرات
المنصور: إشارة إلى الماضي الزاهر في عهد
المنصور، حطين:
ارتبط هذا الاسم بالقدس وبفاتح القدس صلاح الدين، الجليل:
إشارة إلى الشموخ والخصب الفلسطيني لما يمتاز به من جبال شامخة خضراء، عكا:
رمز الصمود العربي في وجوه الغزاة لما يستحضر هزيمة نابليون أمام أسوار عكا، الناصرة:
إشارة إلى بلد عيسى عليه السلام وأمه العذراء وما وقع عليهما من ظلم، حيفا:
عروس فلسطين البحرية ، رمز الرفعة والشموخ، يافا:
وهي المعادل الموضوعي لمدينة القدس
وبوابة القدس الغربية وميناؤها، الخضيرة:
إشارة إلى المستوطنات الصهيونية في فلسطين، أم الفحم:
إشارة إلى الصمود العربي داخل الخط الأخضر في فلسطين المحتلة، الكرمل:
رمز الجمال الطبيعي الفلسطيني، الضفة:
رمز المقاومة والانتفاضة والوحدة الوطنية في فلسطين، الخليل:
إشارة إلى البطولة والمقاومة رغم شراسة الاحتلال والمستوطنين، رام
الله: إشارة إلى التلاحم المسيحي الإسلامي ضد
المحتل في فلسطين، جبل النار: رمز الصمود
والمقاومة الباسلة ضد المحتل الغاشم في فلسطين عبر التاريخ، جنين:
إشارة إلى الشموخ والعظمة والإباء العربي في فلسطين، الأغوار:
إشارة إلى عمق الصراع العربي الصهيوني منذ يوشع بن نون، غزّة:
رمز المقاومة والتحدي وارتبط هذا الاسم
بشمشون الجبار وبهاشم بن عبد مناف، رفح:
بوابة فلسطين الغربية ، ورمز المقاومة
والبطولة والتضحية، البقعة:
رمز التشرد والنزوح والبؤس الفلسطيني، كشمير:
رمز الصراع الإسلامي البوذي، الشيشان:
رمز المقاومة الإسلامية الباسلة ضد الهجمة الغربية الشرسة،هليود:
إشارة إلى التقدم الغربي في عالم السينما ورمز لتلاعبهم بالعقل العربي، الهلوكست:
رمز لجرائم الصهاينة بحق أبطال
الانتفاضة، صبراً:
إشارة إلى جرائم الصهاينة بحق شعبنا الفلسطيني في لبنان، قانا:
إشارة إلى وحشية وجرائم الصهاينة بحق أطفال العرب، أوسلو:
إشارة إلى الحلول السلمية المفروضة على
الفلسطينيين من قبل الغرب.
ج)
أسماء القدس ومقدساتها
إن
تعدد الأسماء ـ كما يقال ـ لدلالة على شرف المسمى وأهميته ، وهذه أهم الأسماء التي
وردت في موضوع الدراسة :
يبوس:
وهو الاسم الأول لمدينة القدس العربي الكنعاني نسبة إلى اليبوسيويين الذين أنشأوا
مدينة القدس منذ خمسة آلاف سنة وهو رمز التجذر العربي وأحقيته في فلسطين، جبل
الزيتون: وهو أحد الجبال الأربعة التي بنيت
عليها مدينة القدس، أرض الرسالات:
فهي مدينة مقدسة منذ بنى اليبوسيون هيكلاً ل ( شالم ) إلههم الأعلى، واعتبارها
عاصمة المؤمنين على مختلف دياناتهم، القدس:
وهو اسم مصدر في معنى الزيادة ، والتقديس أي التطهير ، والقدس البركة والطهر ، وقد
تردد كثيراً في قصائد عديدة، وبذا يكون اسم القدس قد تكرر خمساً وخمسين مرة، قدس
الأقداس: وهو من أكثر الأسماء قدسية، بيت
المقدس: وهو الاسم العربي للمدينة المقدسة ،
لأن الله بارك فيها بأن باعد الشرك عنها ، ولأنها قدست أي طهرت من الشرك والذنوب، بيت
الله: وفي هذا دلالة على قدسية هذا المكان
والتي تتمشى مع تسامح المسلمين، المسجد الأقصى:
وهو الاسم الذي وثقه الله سبحانه وتعالى في أول سورة الإسراء. الأقصى:
وقد ورد هذا الاسم مجرداً عن المسجد في
قصائد كثيرة وتكرر بشكل كبير. وبذا يكون اسم الأقصى قد تكرر بشكل أو بآخر ستاً
وثمانين مرة ليتصدر الأسماء كلها، وهذا ينسجم مع انتفاضة الأقصى ويؤكد عروبة
الأقصى والقدس بل فلسطين كلها أرض الرباط، الصخرة:
دلالة على المعجزة الإلهية المرتبطة بالإسراء والمعراج، قبة
الصخرة: دلالة على عروبة القدس والتذكير ببناة
قبة الصخرة من الأمويين، أول قبلة:
التذكير بأهمية القدس والأقصى الذي جعله الله قبلة المسلمين الأولى، لؤلؤة
الإيمان: إشارة إلى قدسية المكان لجميع المؤمنين
بالله، ديار
الإسلام: التأكيد على دور المسلمين في إنشاء
وتنظيم وحماية هذه المدينة،عبق المسك:
إشارة إلى مدى الروحانية الإيمانية لمدينة القدس، ساح الجهاد:
إشارة إلى مدى التضحيات التي بذلت للحفاظ على عروبة القدس، مقدس
الأنوار: إشارة إلى النبوات العديدة التي حلت في
هذه المدينة المقدسة، مسرى البراق:
إشارة إلى حادثة الإسراء والمعراج وبطل هذه الرحلة محمد عليه السلام، مسرى
المختار: إشارة إلى ارتباط هذا المكان بالنبي
العربي محمد عليه الصلاة والسلام، مسرى رسول الله الأعلى: إشارة
إلى رحلتي الإسراء والمعراج وارتباطهما بالقدس، مسرى النبي:
التأكيد على عروبة وإسلامية مدينة القدس،
مسرى
أحمد: التأكيد على ارتباط هذا المكان بالنبي
العربي محمد عليه الصلاة والسلام، المحراب:
إشارة إلى تاريخ اليهود المليء بالحقد والتآمر والتشكيك حتى في أنبيائهم، النفق:
إشارة إلى النوايا الخبيثة والعمل السري
الصهيوني للقضاء على عروبة القدس، اللطرون:
إشارة إلى المعارك الباسلة التي خاضها العرب في الدفاع عن القدس.
د.رموز
مستمدة من الأساطير والتاريخ والحكايات القديمة:-
وردت
بعض الرموز القديمة استلهمها الشعراء من الأساطير التي استقوها من مختلف العيون من
الميثولوجيات الإغريقية الرومانية، والبابلية والكنعانية والمسيحية بل من التراث
العربي.
فالأسطورة بما تصطفيه من رموز قادرة على
إخضاع غير المدرك وإيلاجه في المدرك المفهوم انطلاقا من طبيعة حضور النصوص الغائبة
من خلال الرمز الأسطوري الحاضر في النص (وقد اكتسبت القصيدة المعاصرة أبعادا جديدة
باستنادها إلى الأسطورة لما يتوافر فيها من رموز ومعان ذات قيمة ثورية تفتح الطريق
للتعبير عن تجارب أكثر عمقا وتسهم في إثراء الحياة وتقديم رؤية أروع وأفق أرحب للتفكير والإحساس بالحياة على مختلف
الأصعدة(1).
"وذلك لأن طبيعة الأسطورة في
الغالب لا تختلف عن طبيعة التجربة الشعرية كثيرا، وكلما اقترب الشعراء من الرؤية
الأسطورية وتحركوا بوحي من معانيها قدموا أروع النماذج الشعرية"(2).
وقد تجاوز بعض الشعراء عند
توظيفهم لبعض الرموز الأسطورية الاستخدام السطحي للأسطورة بأبعادها الزمانية
والمكانية، و أفرغوها من بعض دلالاتها التراثية، مضفين عليها دلالات ورؤى جديدة
بشكل أضحت فيه صدىً إيحائيا ونبضاً داخلياً يسري في مفاصل النص، ويمنحه طاقات
تعبيرية جديدة تعبر عن مفاهيم معاصرة تتناسب مع تجارب المبدع وانفعالاته، وهذا
يكشف عن فعالية الرمز الأسطوري وديناميته داخل العمل الفني، وحضوره بوصفه عنصراً
متفاعلاً مع الذات المبدعة و "اعتباره حياة يحتضن زمن الأنا ويفعل
داخله"(3)، ويستكمل الجوانب
الدلالية الموجودة والمحيطة بتجربة المبدع من خلال لحظات التلاقي بين الواقعي
والأسطوري التي تعمل على نقل التجربة من إطارها الذاتي المحدود إلى آفاق إنسانية
واسعة، لأن "اللغة عندما تبني وتركب في إطار تكوين أدبي متكامل، تفجر طاقاتها
التشكيلية والتمثيلية والبلاغية والدلالية"(4).
وليس توظيف الرموز الأسطورية
عملية سهله، لأنها تحتاج إلى براعة فنية وخيال واسع، "فقد تزدحم القصيدة
بالرموز البسيطة ولكنها لا تتمكن من خلق رمز مركب، وذلك لفقدانها القدرة على
الترابط والتلاحم والرقي بمستوياتها إلى مستوى الرمز المركب، وتبقى القصيدة عبارة
عن رموز بسيطة متنوعة تعبر عن أفكار وقضايا مفككة البنية، لا تربطها أية نتائج،
ولا تحمل أية وحدة عاطفية أو فنية"(5)
وهذا ما نلمسه عند توظيف بعض الرموز الأسطورية في شعر انتفاضة الأقصى.
ويعلل
الدكتور صلاح فضل اهتمام بعض الشعراء بتوظيف بعض الرموز الأسطورية والحكايات
الخرافية القديمة بقوله: "هناك مظهر من مظاهر الشعر الحديث هو اللجوء إلى
الخرافة والأسطورة، إلى الرموز، ولم تكن الحاجة إلى الرمز، إلى الأسطورة أمس مما
هي اليوم، فنحن نعيش في عالم لا شعر فيه، أعني أن القيم التي تسوده قيم لا شعرية
والكلمة العليا فيه للمادة لا للروح، وراحت الأشياء تتحطم واحدا فواحدا، أو تنسحب
إلى هامش الحياة، إذن فالتعبير المباشر عن اللاشعور لن يكون شعرا، فماذا يفعل
الشاعر إذن؟ عاد إلى الأساطير، إلى الخرافات التي ما تزال تحتفظ بحرارتها لأنها
ليست جزءا من هذا العالم، عاد إليها ليستعملها رموزا"(1).
ومن
الرموز التي وردت في شعر الانتفاضة:
الغار:
رمز للنصر، وأصل هذه الكلمة كما قيل:
"كانت "دفني" ابنة إله صغير، إله أحد الأنهار وقد رآها
"أبولو" إله الشمس الجبار فأحبها وطاردها محاولاً اغتصابها، وقد استنجدت
بأبيها، فرشها بجفنة من الماء وأحالها شجرة غار تضفر من أغصانها الأكاليل للأبطال،
الشيطان
وإبليس: رمز الشر والفساد، السلاسل:
رمز النزوح والتشرد والتشتت والسبي البابلي وما حل بالشعبين اليهودي والفلسطيني،
وهو يرمز إلى السجن والسجان معاً، وقد استطاع الشاعر توظيفه ليشير إلى التشرد
والنزوح الفلسطيني حيث وجد فيها معادلاً موضوعياً من تراث العدو يعادل مأساة النفي
والتشريد التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، كنعان:
رمز التجذر العربي وأحقيته في أرض فلسطين، الزير:
رمز الشجاعة والفروسية العربية القديمة، عنترة:
رمز البطولة العربية والتصميم على انتزاع الحقوق، التتار:
رمز الهمجية والوحشية الإنسانية والتي تمثلها الصهيونية ومنظماتها الإرهابية، عاد
وثمود: رمز للظلم البشري الزائل مهما بلغ
جبروته وقوته، داحس والغبراء:
رمز التناحر العربي غير المقبول، والانشغال عن قضاياهم الهامة، اليسوع،
وعيسى والصلب والصليب والخشب المقدس والمسامير:
من أكثر الشخصيات التراثية الدينية حضوراً وتوظيفاً في شعر انتفاضة الأقصى، لما له
علاقة بالظلم الواقع على الإنسان الفلسطيني من قبل الصهاينة.
وقد شكلت هذه الرموز الأسطورية
حالة من تجليات الرؤية ولذلك يقال: "إن الرمز أفضل طريقة ممكنة للتعبير عن
حقيقة ما زالت غير معلومة، ولا يوجد لها أي معادل لفظي سابق عليها(2).
ويرى
الدكتور علي عشري زايد أن الشاعر العربي المعاصر حين يوظف شخصية تراثية فإنه لا
يوظف من ملامحها إلا ما يتلاءم وطبيعة التجربة التي يريد التعبير عنها، من خلال
الشخصية"(3)، وعلى الرغم من قدم
الأساطير، فإنها لم تفقد قيمتها حتى في زمن الحداثة، بل ظلت تُقرأ وتوظف بوصفها
ذات أبعاد دلالية، فهي "عبارة عن منظومة اتصال، إنها رسالة، ومن هنا نرى أَن
الأسطورة ليست موضوعاً ولا مفهوماً ولا فكرة. إنها صيغة من صيغ الدلالة، إنها
شكل"(4) للتعبير عن كثير من
قضايا الإنسان ورغباته الشعورية واللاشعورية.
وقد
وردت بعض الرموز من الأمثال والأقوال العربية المأثورة منها:
فالسلام
عليك يوم ولدت في بلد السلام:
رمز إلى الحق الفلسطيني في بلد السلام فلسطين، ويوم مت ويوم تبعث من
ظلام الموت حيا: رمز الجور والظلم الواقع على الفلسطيني
ورمز الأمل في النصر ونيل الحرية مهما طالت مدة القهر وعظم تجبر العدو، رب
ضارة نافعة، ساءت معكرة وساءت صافية:
وهي رمز الى سوء طباع الصهاينة، ريح صرصر عاتية:
رمز الإصرار والتحدي أمام همجية العدو الصهيوني، كمثل الشاة تصبح دون
راع: رمز الى سوء القيادة العربية وعدم
التنظيم، والتخبط، جئت يا عبد المعين:
رمز التخاذل العربي أمام الهجمة الصهيونية الشرسة على العرب، العرق
دساس: رمز إلى سوء الطباع والأخلاق الصهيونية
منذ القدم، وهل
يخفى القمر: رمز إلى عدالة القضية العربية، ومدى
تقصير العرب في الدعم والمناصرة، من يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت
إيلام: رمز الهوان العربي، إن
السفينة لا تجري على الطين: رمز العجز العربي،
وعدم القدرة على تغيير الواقع، إذا الشعب يوما أراد الحياة:
رمز التصميم على النصر وتحرير المقدسات.
لذا
من خلال تلك الرموز التي عرضنا لها نستطيع القول: إن نفراً من الشعراء العرب
أمثال: د.سعد الغامدي: د.محمد الشهري، ومحمود درويش، وأحمد مطر، وعبد الرحمن
فرحانه، وعيسى العلي، ومحمد العائد، وغيرهم، قد استطاع توظيف هذه الرموز
واستثمارها، وقد قام بعضهم بخلق شخصيات حية تبقى في ذهن القارئ وفي نفسه، كما
احتفظوا بعناصر قصصية درامية واعتمدوا في بنائهم على إشارات تاريخية وأسطورية
ساعدت في توضيح بنائهم الموضوعي، وجعلت منه قالباً فنياً موازياً لما يثيرون من
موضوعات، ولما يحيون من أساطير، وليس مجرد تعبير عن بعض المشاعر الخاصة المتصلة
بهذه الموضوعات أو تلك الأساطير.
وبهذا
تتسع حالة الرمز القديم لانضواء رموز أخرى تتظافر لإبراز صورة الإنسان الفلسطيني
الذي يحمل معاناة الإنسان المضطهد في هذا الكون، والذي يبحث له عن موطئ قدم تحت
الشمس، كما يبدو من ايحاءات السياق الشعري.
ثالثاً
: عناوين القصائد وإشاراتها ودلالاتها
بعد
دراسة وتأمل عناوين القصائد التي وردت في المدونة الشعرية المدروسة والتي يمكن لنا
تصنيفها من حيث علاقتها بالقدس إلى قسمين رئيسيين :
قسم
له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالانتفاضة ، والأقصى أو بالقدس ،
وهو ما يغلب على قصائد هذه المدونة ، إذا تصل إلى أكثر من تسعين في المائة من
مجموع القصائد ، والقسم الآخر ليس لعناوين قصائده علاقة بانتفاضة الأقصى أو
بالقدس موضوع الدراسة وهي نسبة ضئيلة تصل إلى 9% تقريباً من إجمالي قصائد
المدونة الشعرية المدروسة .
ويمكننا
تقسيم القسم الأول إلى ثلاثة أقسام :
أ.
علاقة تطابق أو استغراق ، أي أن العنوان
يشير لانتفاضة الأقصى ، أو يحتويها أو يشملها وهي علاقة مباشرة ، وتصل نسبة هذه
القصائد إلى 25% تقريباً من إجمالي قصائد المدونة .
ب.
علاقة تقاطع أي أنَّ العنوان يشكل جزءاً من انتفاضة
الأقصى أو له علاقة مباشرة بها ، وتصل نسبة هذه القصائد إلى ثلث قصائد المدونة
تقريباً .
ج.
علاقة إشارية أو رمزية أي علاقة غير مباشرة بالانتفاضة أو بالأقصى أو بالقدس ،
وتصل نسبة هذه القصائد إلى ثلث قصائد المدونة تقريباً ويمكن ملاحظة ذلك بشئ من
التفصيل عن طريق الجداول الآتية :
القسم
الأول (أ)
إن عناوين القصائد في
هذه المجموعة ذات صبغة تقريرية خاصة ، تمنح أجواء قصائدنا صلابة ، وتملأ مضمونها
بمحسوسية معيشة منذ اللحظة الأولى التي يطالعنا فيها عنوان القصيدة بخلاف ما عليه
الحال في بقية قصائد المدونة الشعرية المدروسة ، فقصائد هذه المجموعة تحمل اسم
الحجر أو الانتفاضة أو الأقصى أو القدس أو ما في معناها ، فجميعها تشترك في تقرير
البداية السلبية كالجريح ،والشهيد والذكرى الحزينة كالآهات، واستحضار الأبطال
القوميين التاريخيين المفتقدين في مثل هذه الظروف ،أو البداية الإيجابية
كالانتفاضة ، والحجر والجهاد إلى غير ذلك .
فعناوين
هذه المجموعة بشقيها السلبي والإيجابي ، تحمل شحنات عاطفية لكل العرب والمسلمين ،
تستشير الهمم وتشحذ العزائم وتذكر بالمقدسات وبالجراح والمعاناة وبعمق المأساة
وعظم المسؤولية في ظل غياب الأبطال القوميين والمسلمين ، من هنا نستطيع القول: إن
عناوين هذه القصائد ، بل مضمونها من أفضل قصائد المدونة الشعرية المدروسة من حيث
ارتباطها بالانتفاضة وبالأقصى وبالقدس والمقدسات ارتباطاً مباشراً كما أنها تعكس
التجارب الشعرية التي تشغل الشعراء الذين شغلتهم الانتفاضة والقدس والمقدسات ،
وهذا لا يعني أن كل القصائد في هذه المجموعة متماثلة ففي كل قصيدة تجربة، وفي كل
تجربة رؤية ،ومن تكامل التجارب والرؤيات نحصل على رؤية فنية للواقع العربي الذي هو
انعكاس لواقع القدس والمقدسات والقضية الفلسطينية باعتبارها أخطر قضايا أمتنا
العربية خلال هذا القرن .
ولضيق
المقام نكتفي ببعض الإشارات السريعة لكثرة عدد القصائد .
أ.
علاقة
التطابق أو الاستغراق ، تتضح من خلال الجدول رقم (1) التالي :
الإشارة
أو الدلالة
|
عنوان
القصيدة
|
م.
|
إشارة
إلى جراح ومعاناة الأقصى من خلال استحضار الخلفاء الأمويين الذين شيدوا الأقصى
|
آهات
أموية في محراب الأقصى
|
1.
|
إشارة
إلى معاناة القدس ومآسيها وجراحها .
|
آهات
القدس
|
2.
|
تنديد
وسخرية من المتقاعسين عن نصرة أبطال الحجارة من القادة والزعماء وقادة الجيوش
العربية .
|
أما
آن أن يستريح الحجر
|
3.
|
إشارة
إلى البطولة والانتصار القوي الذي أنجزته الانتفاضة
|
إمضاء
حجر
|
4.
|
التأكيد
على أهمية الانتفاضة في ظل الواقع العربي المتردي .
|
الانتفاضة
|
5.
|
التذكير
بأهمية المقدسات التي من أجلها اندلعت الانتفاضة .
|
انتفاضة
الأقصى
|
6.
|
التأكيد
على طبيعة الصراع في الأرض المحتلة بين العرب والصهاينة الذين يهاجمون العرب بين
الحين والحين .
|
اندلاعات
|
7.
|
إشارة
إلى القصور العربي في تقديم الدعم ونصرة إخوانهم أبطال الحجارة والاكتفاء
بالبطاقة .
|
بطاقة
إلى الأقصى
|
8.
|
التأكيد
على فعالية الحجر وفعالية الانتفاضة في ظل غياب السلاح والجيوش العربية بمعداتها
الحربية .
|
حجر
… أحنّ
|
9.
|
التذكير
بشهداء انتفاضة الأقصى أمثال محمد الدرة .
|
درة
الأقصى
|
10.
|
التأكيد
على قوة إيمان الشهداء ودور الأم الفلسطينية في الانتفاضة
|
شهيد
الأقصى يودع أمه
|
11.
|
إشارة
إلى جراح المقدسات العربية في القدس ومعاناة أهلنا هناك
|
على
لسان الأقصى الجريح
|
12.
|
التأكيد
على أهمية القدس في الصراع العربي الصهيوني .
|
في
يوم القدس
|
13.
|
إشارة
إلى حب الجهاد والاستشهاد من أجل
المقدسات
|
لبيك
يا أقصى
|
14.
|
التأكيد
على أن تحرير المقدسات لا يتم إلا بمزيد من الشهداء .
|
نداء
الدماء على ساحات الأقصى
|
15.
|
إشارة
إلى أن الانتفاضة قد حطمت الصمت العربي الطويل تجاه جرائم العدو واغتصاب الأرض
وتدنيس المقدسات .
|
اليوم
قد نطق الحجر
|
16.
|
ب.
علاقة تقاطع يوضحها الجدول التالي رقم (2)
الإشارة
أو الدلالة
|
عنوان
القصيدة
|
م.
|
إشارة
إلى الغدر الصهيوني المتكرر منذ القدم
|
أبي
عاد اليهود
|
1.
|
الإشادة
بالحجر الفلسطيني من خلال التأكيد عليه من خلال القرآن الكريم
|
اثنتا
عشرة آية من سورة الحجر
|
2.
|
إشارة
إلى التضامن الشعبي العربي مع انتفاضة الأقصى من خلال الطفل المصري أحمد الذي
جاء من القاهرة إلى رفح ليشارك إخوانه أطفال فلسطين انتفاضتهم ، وكذلك إشارة إلى
الحقيقة المرة المتمثلة في الحصار العربي الصهيوني على الإنسان العربي الثائر من
خلال إرجاع الطفل ومنعه من مشاركة أشقائه أطفال الأقصى كما أنه إشارة إلى العجز
العربي على المستوى الرسمي عن مناصرة أبطال انتفاضة الأقصى.
|
أحمد
|
3.
|
إشارة
إلى همجية ووحشية العدو الصهيوني في التعامل مع أطفال الانتفاضة
|
أشلاء
درة
|
4.
|
رمز
إلى مشاركة أطفال فلسطين الفعالة في الانتفاضة ، كما أنه رمز إلى وحشية العدو
الصهيوني في التعامل مع أطفال الانتفاضة .
|
أطفالنا
|
5.
|
رمز
إلى الحقد الصهيوني والوحشية المتحضرة.
|
اعتذار
عبري
|
6.
|
إشارة
إلى شجاعة أبطال الانتفاضة ووحشية العدو الصهيوني
|
إلى
روح البطل الصغير محمد جمال الدرة
|
7.
|
إشارة
إلى شجاعة أبطال الانتفاضة ووحشية العدو الصهيوني
|
إلى
الشهيد الدرة
|
8.
|
إشارة
إلى وحشية العدو الصهيوني وجبنه أمام شجاعة المقاتل الفلسطيني
|
إليك
يا محمود
|
9.
|
نقد
لاذع وسخرية مريرة من العرب المتهودين ومن اليهود والصهاينة معاً
|
التحرير
|
10.
|
إشارة
إلى بطولة الأم الفلسطينية والسخرية من أوهام السلام .
|
أم
الشهيد مروان شملخ
|
11.
|
رمز
الخجل العربي حيال جرائم العدو الصهيوني ، ووحشيته التي فاقت كل تصور مع أطفال
الانتفاضة .
|
درة
العرب
|
12.
|
رمز
التراث والتجذر الفلسطيني ورمز الأمل في النصر والسلام العادل القادم .
|
زيتونة
بيت المقدس لا تذبل
|
13.
|
رمز
الغطرسة الصهيونية في ظل العجز العربي
|
الفأرة
إسرائيل تتجول في الوطن المضبوع
|
14.
|
إشارة
إلى وحشية وهمجية الصهاينة مع أطفال الانتفاضة .
|
قتلوا
الصبي محمداً
|
15.
|
رمز
الأمل في التحرير من خلال انطلاق انتفاضة الأقصى .
|
قمر
مقدسي يشرق في غابات الزيتون
|
16.
|
إشارة
إلى صلف العدو الصهيوني وعدم جدوى الحلول السلمية
|
ما
أخذ بالقوة
|
17.
|
إشارة
إلى همجية الصهاينة في التعامل مع أطفال
الانتفاضة .
|
محمد
|
18.
|
إشارة
إلى همجية الصهاينة في التعامل مع أطفال الانتفاضة
|
مناجاة
الطفل الشهيد محمد الدرة
|
19.
|
إشارة
إلى حجم التضحيات التي تقدمها الانتفاضة .
|
مواكب
الشهداء
|
20.
|
إشارة
إلى وحشية وهمجية العدو في التعامل مع أبطال الانتفاضة
|
هو
رامي أو محمد
|
21.
|
رمز
التخاذل العربي على كل الأصعدة عن الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته
|
وحدي
أؤرخ للضحايا
|
22.
|
إشارة
إلى همجية العدو الصهيوني ووحشيته مع الأطفال الأبرياء
|
ورموك
يا رامي
|
23.
|
ج.
علاقة إشارية أو رمزية يوضحها الجدول رقم ( 3 )
الإشارة
أو الدلالة
|
عنوان
القصيدة
|
م.
|
رمز
الاستهانة والسخرية اللاذعة للزعماء العرب في ظل غياب القائد العربي القادر على
التحدي .
|
أما
في القوم من رجل رشيد
|
1.
|
رمز
إلى وحشية العدو الصهيوني التي تذكر بما
اقترفه التتار في حق العرب .
|
ثوب
التتار
|
2.
|
رمز
إلى السلام الهزيل في ظل غياب موازين القوى العربية والدولية .
|
حينما
يصبح الحمام سلاماً
|
3.
|
رمز
إلى فشل الحلول الاستسلامية مع العدو الصهيوني الذي لا يعرف غير لغة القوة
|
درب
الندامة
|
4.
|
رمز
المعاناة الفلسطينية أمام همجية جرائم العدو على مرأى ومسمع العالم أجمع .
|
دمع
المآقي
|
5.
|
رمز
اليأس من خلال صرخة الاستغاثة الأخيرة لزعماء الدول العربية والإسلامية
|
رسالة
إلى منظمة المؤتمر الإسلامي
|
6.
|
رمز
إلى عدم جدوى الحلول الاستسلامية مهما روج لها المروجون
|
السيف
أمضى من التهريج والخطب
|
7.
|
رمز
إلى اليأس من عملية السلام والمفاوضات مع العدو الصهيوني
|
شطب
السلام
|
8.
|
دعوة
إلى التضحية والاستشهاد في سبيل تحرير المقدسات
|
الشهيد
اشهيد والقبر الكل زايره
|
9.
|
إشارة
إلى العجز والتخاذل العربي أمام جرائم وانتهاكات العدو الصهيوني
|
طفح
الكيل
|
10.
|
إشارة
إلى مدى العجز والهوان الذي وصل إليه قادة الأمة العربية وزعماؤها عن نصرة الحق
العربي الإسلامي المهان في المقدسات في فلسطين
|
عجب
من عجب
|
11.
|
رمز
إلى بطولة أبطال انتفاضة الأقصى وتصديهم
وحدهم للكيان الصهيوني الوحشي.
|
فلسطينية
العينين
|
12.
|
رمز
البطولة لأطفال الحجر في ظل التقاعس والصمت العربي المخجل تجاه المقدسات
|
في
طريق الحزن
|
13.
|
سخرية
من أولئك الذين يتعاملون مع مَن يمدون الصهاينة بالسلاح والمال والدعم .
|
قاطعوهم
|
14.
|
رمز
البشارة التي يجسدها شهداء الانتفاضة في ظل العجز والصمت العربي المطبق .
|
القربان
|
15.
|
رمز
البطولة التي يجسدها أبطال الانتفاضة والمقاومة في فلسطين
|
مخربون
نحن
|
16.
|
رمز
الغضب العربي القادم على الكيان الصهيوني والذي تمثل الانتفاضة طلائعه الأولى .
|
مهلاً
|
17.
|
إشارة
إلى همجية العدو الصهيوني ووحشيته في التعامل مع أبطال الانتفاضة حتى لم يسلم من
القتل الأطفال الرضع .
|
هم
قتلوك يا سارة
|
18.
|
إشارة
إلى همجية العدو الصهيوني ووحشيته في القتل حتى لم يسلم من ذلك الأطفال الرضع ،
وإشارة إلى التخاذل العربي الذي لم يدافع عن أمته فهم يتحملون وزر قتل أطفال
فلسطين .
|
وإذا
الموؤدة سئلت
|
19.
|
رمز
التخاذل العربي والإسلامي والدولي بما في ذلك المنظمات الدولية،للسكوت على جرائم
العدو الصهيوني
|
وجعلناكم
أكثر نفيرا
|
20.
|
إشارة
إلى الصمت العربي حيال جرائم العدو في فلسطين خوفاً أو تملقاً لأمريكا والغرب .
|
الوجه
والكف
|
21.
|
القسم الثاني الذي ليس لعناوين قصائده علاقة بالقدس يوضحها جدول رقم (4)
اسم
الشاعر
|
عنوان
القصيدة
|
م.
|
سليم
النفار
|
إيقاعات
للورد
|
1.
|
محمد
العائد
|
خلاصة
القول
|
2.
|
د.
فيصل السعد
|
عفواً
يارا
|
3.
|
أحمد
بن الفيفي
|
لا
ترقبوا
|
4.
|
وليد
بن صالح الغرير
|
لا
تسأليني يا هتون
|
5.
|
د.سعد
عطية الغامدي
|
هي
في النساء
|
6.
|
رابعا:
دراسة نقدية تطبيقية على ثلاث من قصائد المدونة الشعرية المدروسة:-
-إن
إحساس الشاعر المعاصر بجمود اللغة المعجمية، وعجزها عن استيعاب التجارب الحديثة
المتداخلة، دفعه للبحث عن سبيل أكثر قدرة على استيعاب متطورات الحياة، فلجا إلى
تفعيل اللغة من الداخل، وخلق لغة رمزية مفتوحة على تأويلات لا نهائية، تستوعب ما
يستجد من أحداث لذلك استغل بعض الشعراء إمكانات اللغة في ترميز بعض الألفاظ
"ليعمل على تخصيب الرؤى، وليستطيع أن يمد طرفه إلى غياهب تجربته، مما يعطيه
القدرة على أن يشق في حقل الفن رؤى شعرية نبتها الرمز، وثمرها تلك المعاني
المختلفة التي ندركها من خلال القصيدة"(1)،
لاسيما أن حقيقة الرمز حقيقة تكثيفية إيحائية قائمة على الاختزال في الألفاظ
والتكثيف في الدلالة، والتوسع في الأفق المعرفي والفضاء الإيحائي الذي يدفع
المتلقي للمساهمة في خلق المحمول الدلالي، والكشف عن القيمة الجمالية للعمل الفني،
ويطلق العنان لقراءات متعددة غير نهائية، وتجعل النص "قابلا لكل كتابة جديدة،
يعيش حالة بحث دائم عن اكتماله اللامحدود، وهو بذلك ناقص الكتابة، والقارئ هو
المهتم لهذا النقص، ووجود القارئ هو الذي يضمن إمكانية إعادة كتابة النص بشكل
دائم"(2)، لأن الرمز فضاء واسع
للمتلقي، ومجال مفتوح "للتعبير عن أحاسيس الشاعر الشعورية واللاشعورية، وهو
كما يرى، (يونج) وسيلة إدراك مالا يستطيع التعبير عنه بغيره، فهو أفضل طريقة ممكنة
للتعبير عن شيء لا يوجد له أي معادل لفظي"(3).
فترميز بعض الألفاظ، لا تعني
انتزاعها من سياقها الأدبي، بل يكون حضورها في النص ضمن سياق فني تتفاعل معه
وتكتسب من خلاله دلالتها الرمزية، لان "الدلالة موجودة في المفردة، أما
الترميز فيعمل في الملفوظ داخل التركيب"(4)
الذي يكسبها فعالية فنية تثير ما فيها من قيم دلالية وجمالية وفنية، تنهض بالعمل،
وتخلق موقفا رمزيا يتآزر مع باقي مكونات النص، ويحمل في طياته بذور التفعيل
الدلالي والانفتاح الإيحائي على البناء الكلي للنص، تصبح المفردة من خلاله رمزاً
حياً ينبض بالحيوية لأن "كل محتوى للوعي هو في جوهره ذو طبيعة علائقية، إنه
جزء داخل كل ولا يكون أبداً عنصراً معزولا"(5)
مستقلا بذاته. فإنَّ ذلك يضعف القيمة الجمالية والفنية، ويبدد الوحدة العضوية
"أان الجزء لا يكتسب أبعاده إلا داخل الكل"(6) وهذا ما نكاد نلمسه في كثير من الألفاظ
التي تم ترميزها في شعر الانتفاضة، لأن ذلك لم يستطع أن يخلق حيزاً رمزياً له
أبعاده الدلالية ومكوناته الإيحائية التي تصل إلى درجة الكمال و "رؤيته
الفنية مهما كانت عميقة أو محيطة فإنها ستظل ناقصة"(7)، لا تحمل الاستقلالية التامة، وبذلك تظل
مثل هذه الرموز تعبر عن حالة انفعالية مفردة، تعكس تجربة فنية غير مركبة يمكن
دراستها بصورة منفردة.
من
هنا كان الرمز في شعر الانتفاضة ظاهره معرفية وفنية جديرة بالدرس بسبب ثراء
دلالاتها المتعددة، وكيفية توظيفها، هذا فضلا عن أن الرمز في هذا الشعر يمثل خصوصية
تنبع من تأثره بالواقع العربي والفلسطيني الذي يعيش صراعاً مريراً مع الصهيونية،
وما يتولد عن ذلك من أنماط الصراع الأخرى سلبا وإيجاباً، كما أن الواقع المفروض
على المبدعين هو الذي دفعهم إلى اللجوء إلى الرمز بوصفه "نوعا من التعامل
الفني في تصوير الواقع وتخطي الرقابة"(8)
للحفاظ على سلامتهم وضمان وصول الخطاب إلى الجماهير وتمكنهم من القيام برسالتهم
الإبداعية والقومية في الوقت ذاته.
وهذا
ما نلمسه عند محمود درويش في قصيدة بعنوان (محمد) يقول فيها:
محمد
يعشعش في حضن والده طائراً خائفاً
من جحيم السماء ، احمنى يا ربي
من الطيران إلى فوق إن جناحي
صغير على الريح والضوء أسود
محمد
يسوع صغير ينام ويحلم في
قلب أيقونه
|
صنعت من نحاس
ومن غصن زيتونه
ومن روح شعب تجدد
محمد
دم راد عن حاجة الأنبياء
إلى ما يريدون ، فاصعد
إلى سدره المنتهى
يا محمد
|
وردت
رموز مستمدة من التراث المسيحي والإسلامي منها ( يسوع – أيقونه – معبد – جحيم السماء - ملاك – الأنبياء – سدرة المنتهي ، محمد )
وإن حظيت شخصية اليسوع عليه السلام
بنصيب الأسد من عمليات الترميز والاستحضار في شعر الانتفاضة لما لها من أهمية خاصة
في إثراء المضمون الشعري ، وكشف الكثير من المعاني ، فإن محمود درويش لا يكتفي هنا
إلى الإشارة إلى هذه الشخصية كغيرة من الشعراء ، وإنما يدير معها حواراً ويتداخل
معها بأشكال وأساليب شتى إلى حد يكاد يتوحد مع الشخصية التراثية .
وإذا كان اليسوع المسيح عليه السلام رمز
العذاب والألم والتسامح ، فهو رمز للثورة والخلاص من المحتل ، ولقد جعل محمود
درويش من عذاب اليسوع معادلاً موضوعياً لعذاب الشعب الفلسطيني ، كما اتخذها رمزاً
للبعث والتجدد وعودة الحياة من جديد ، وذلك لبعث الأمل في النفوس وإخراجها من حالة
البكاء إلى حالة الثورة والتخلص من القيد ،ولا يخفي الربط الواضح بين بعث اليسوع
وبعث الفلسطيني المتمثل في ثورة الحجارة وطرد الاحتلال .
ويرجع على عشري زايد هذا الشيوع لشخصية
اليسوع في الشعر المعاصر الذي يعتمد توظيف التراث الديني إلى ما تحمله من دلالات
كبيرة ، فهي تحمل ملامح أساسية أهمها :
العذاب ، والفداء ، والحياة من خلال الموت
، وعلى هذه الملامح أسقط الشعراء معظم الدلالات المعاصرة التي استدعوا فيها شخصية
المسيح "(1)
ويرجع رجاء النقاش ذلك إلى أن "
فلسطين أرض المسيح ، وقد اقترنت مأساة المسيح بالصليب الذي أراد اليهود أن يصلبوه
عليه ]لكن
الله خيب سعيهم[ ، فالصليب يقترن
بفلسطين القديمة، وهو يقترن بفلسطين المعاصرة ، لأن اليهود يريدون أن يصلبوا
فلسطين وكل شيء فيها ، ويقضوا عليها وعلى أهلها(2).
وشخصية محمد – صلى الله عليه وسلم - وهي التي انفرد بها القرآن الكريم،لكن أحداً
من الشعراء لم يجرؤ على استحضار هذه الشخصية لما في ذلك من الحرج،لذلك حاول درويش
توظيف هذه الشخصية من خلال إشارات رمزية من خلال توظيف اسم الشهيد الطفل محمد
الدرة تارة وتوظيف النص القرآني تارة أخرى ،كما في نهاية النص(فاصعد إلى) سدرة
المنتهى يا محمد ) ليجسد رمزاً لإصرار الفلسطيني في الوصول إلى الهدف الوطني
والسياسي وهو الصمود والإصرار والثورة على الظلم والاحتلال.
من هنا فقد استطاع محمود درويش ان يشكل
رموزه مضيفاً عليها مفاهيماً جديدة، ترتبط بمرحلة الانتفاضة، ليهز الضمير العربي
والإنساني برسم هذه الصورة التي لها أبعادها الإنسانية والروحية والفكرية من خلال
توظيف هذه الرموز على تنوعها لتتجاوب أصداؤها عبر النص الشعري ليصنع منها سمفونية
النضال والبطولة والشهادة.
وفي قصيدة بعنوان (طفح الكيل) شعر أحمد
مطر بتاريخ 2/11/2000م
ارفعوا
أقلامكم عنها قليلا
واملئوا
أفواهكم صمتاً طويلا
لا
تجيبوا دعوة القدس..ولو بالهمس
كي لا
تسلبوا أطفالها الموت النبيلا
دونكم
هذي الفضائيات فاستوفوا بها "غادر أو عاد"
وبوسوا
بعضكم..وارتشفوا قالا وقيلا
ثم
عودوا..
واتركوا
القدس لمولاها…
فما
أعظم بلواها
إذا
فرت من الباغي.. لكي تلقى الوكيلا!
طفح
الكيل..وقد آن لكم أن تسمعوا قولا ثقيلا
نحن لا
نجهل من أنتم…غسلناكم جميعا
وعصرناكم..وجففنا
الغسيلا
إننا
لسنا نرى مغتصب القدس..يهوديا دخيلا
فهو لم
يقطع لنا شبرا من الأوطان
لو لم
تقطعوا من دونه عنا السبيلا
أنتم
الأعداء
يا من
قد نزعتم صفة الإنسان..من أعماقنا جيلا..فجيلا
واغتصبتم
أرضنا منا
وكنتم
نصف قرن..لبلاد العرب محتلا أصيلا
انتم
الأعداء
يا
شجعان سلم..زوجوا الظلم بظلم
وبنوا
للوطن المحتل عشرين مثيلا!
أتعدون
لنا مؤتمراً!
|
كلا
كفى
شكرا
جزيلا
لا
البيانات ستبني بيننا جسراً
ولا
فتل الإدانات سيجديكم فتيلا
نحن لا
نشتري صراخا بالصواريخ
ولا
نبتاع بالسيف صليلا
نحن لا
نبدل بالفرسان أقنانا
ولا
نبدل بالخيل الصهيلا
نحن
نرجو كل من فيه بقايا خجل..أن يستقيلا
نحن لا
نسألكم إلا الرحيلا
وعلى
رغم القباحات التي خلفتموها
سوف لن
ننسى لكم هذا الجميلا
ارحلوا
أم
تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا؟!
أي
إعجاز لديكم؟
هل من
الصعب على أي امرئ..يلبس العار
وأن
يصبح للغرب عميلا؟!
أي
إنجاز لديكم؟
هل من
الصعب على القرد إذا ملك المدفع..يقتل فيلا؟!
ما
افتخار اللص بالسلب
وما
ميزة من يلبد بالدرب..ليغتال القتيلا؟!
احملوا
أسلحة الذل وولوا..لتروا
كيف نحيل الذل بالأحجار
عزاً..ونذل المستحيلا
|
وإذا كان الشعراء العرب قد درجوا على
توظيف بعض الألفاظ مثل اليهود والقردة للنيل من العدو الصهيوني، فان الشاعر في هذا
النص قد قام بترميز بعض الألفاظ مثل:الموت –طفح الكيل –وكيل –الظلم –القردة –الأحجار
–المستحيل، ووظفها توظيفا جديدا من خلال استحضار الجرائم والممارسات المخزية
للحكام العرب وعدم تحملهم مسئولياتهم التاريخية تجاه فلسطين وتجاه شعوبهم وأوطانهم
من خلال هذه الصورة القاتمة التي رسمها أحمد مطر لهؤلاء الحكام العرب الذين
يدَّعون الإخلاص لعروبتهم، وهم أشدُّ خطراً على قضاياهم الوطنية من اليهود الذين
ما كانوا لينالوا من الأرض والكرامة العربية لولا تقصير هؤلاء الحكام وتفريطهم في
الحقوق الوطنية لأمتهم.
وفي
قصيدة بعنوان ( وحدي أؤرخ للضحايا ) شعر سائد السويركي يقول فيها :
وحدي أورخ للضحايا منذ آدم
لم يقل هابيل شيئا
حين قال لي الغراب
تكون غزة …
قاتلا
وتكون سكيناً
في حضرة النمل الذي في الثقب
وانفتحي
على لغة السليمان الذي يهوى
الخيول الباسلة
لم تحتمي عند السقوط بخوفنا
ونشد يا بلقيس ثوبك
|
لا تمري فوق ماء القلب
واحترسي
ها هو الزمن الأخير
توضأت أحلامنا .. صمت الصباح
باسم الذي في ال ( فوق ) يا يحيا
ذكريات حاصرت
وصب يوسف
في بياص الدمع يا شيخي الندى
فملأت كأسي من كواكب حلمه
وعرفت شمسا واحدة
كانت تحدق
|
وهنا
نجد الشاعر يكثر من المعادلات الموضوعية لأحاسيسه وقناعاته السياسية والاجتماعية
والدينية ليوظفها في خدمة فكرته ،ومن هذه الشخصيات التي وظفها شخصية.
آدم
وهابيل وسليمان وبلقيس ، ويوسف ويحيا ، وهي رموز مستوحاة من التراث الديني اليهودي
و الإسلامي . ومن الملاحظ اتساع مجال توظيف التراث الديني التوراتي لما يتمتع به
من تجربة حياتيه ثرية ، ولعل مرد ذلك رغبة
الشاعر في مقاومة المحتل بلسانه وباللغة التي يفهمها،وبالشخصيات التي يؤمن
بها والتي تدينه قبل أن يدينه الآخرون .
واستدعاء
مثل هذه الشخصيات يستحضر التاريخ الإنساني بما فيه من خير وسلام وظلم وشر فآدم رمز
الأصل الإنساني الواحد وهابيل رمز المظلوم الطيب النقي ، وهو المعادل الموضوعي
للشعب الفلسطيني الذي وقع عليه الظلم من قبل الأشقاء و الأعداء، في الوقت ذاته،
وكذلك يوسف ويحيا اللذين وقع عليهما الظلم، فيوسف وقع عليه الظلم وتآمر عليه
الأخوة لكنه انتصر في النهاية ، أما يحيا فقد وقع عليه ظلم اليهود وقطع رأسه فكان
رمز الشهادة في سبيل الحق .
من
هنا استفاد الشاعر من التاريخ الانساني كله من منظوره الخاص والإفادة من الخبرات
الماضية في النضال، وفي معرفة الواقع المحيط بالإنسان الفلسطيني في الأرض المحتلة
سواء العدو الصهيوني، أم الأخوة الأعداء من الحكام العرب .
من هنا يمكن القول : إنَّ الشاعر
قد استطاع توظيف هذه الرموز للتنديد بجرائم العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين
،مسيحيين كانوا أم مسلمين ، من خلال استحضار تلك الرموز التي تذكر بممارسات اليهود
الإجرامية منذ القدم كالهيكل والمذابح والقرابين والكهان ، كما استحضر رموزا
تذكرنا بمن وقع عليهم بطش الإنسان لأخيه كاهبيل ويوسف ويحيا عليهم السلام وهم
المعادل الموضوعي للإنسان الفلسطيني المظلوم.
وبذلك استطاع أن يشكل مفاهيماً
جديدة ترتبط بالمرحلة التي بها انتفاضة الأقصى، إذ نبه الضمائر ، بل هزها بعد أن
رسم هذه الصورة التي لها أبعادها الإنسانية والروحية والفكرية موظفاً هذه الرموز
على اختلافها ، تتجاوب أصداؤها عبر القصيدة.
خلاصة
البحث:
إن
انتفاضة الأقصى قد هزت القاضي والداني، وكان شعراء هذه المدونة الشعرية هم
السابقون في التفاعل مع هذه الانتفاضة، من خلال المشاركة بما جادت به قرائحهم،
وكان في مقدمة هؤلاء عدد من شعراء المملكة العربية السعودية.
-اثبت
الشعر العربي المعاصر أنه قادر على مجاراة الأحداث المأساوية لعالمنا العربي
والإيجابية لأبطال الانتفاضة، وان لم يكن على مستوى الحدث كماً ونوعاً.
إن
الشعراء الذين تناولتتهم هذه الدراسة من خلال قصائدهم، كانوا على درجة من الجرأة
والشجاعة والوعي والنضج الفني أهلتهم إلى أن تكون قصائدهم نابعة من مشاركة عاطفية
وفكرية وقومية، فكانوا مشخصين ناقدين لواقع الانتفاضة، ومعطياتها الداخلية
والخارجية، فاستخدموا التراث الإنساني كله في رموزهم.
إن
أغلب الشعر الذي قيل في الإنتفاضة، تخلص من النظام العمودي التقليدي للقصيدة
العربية في حين حافظ البعض على نظام القصيدة العمودي.
وإنَّ
لغة الشعراء كانت مغلفة ببقايا الرومانسية والرمزية، وذلك لتعميق مجرى التجربة
والغوص بحثا عن لغة جديدة وأوزان جديدة، فكشفت تجاربهم عن أنماط حداثية جديدة عند
البعض، حيث كثرت العبارات التي بها انزياحات شعرية.
-إن
شعر الشعراء تفاوت تفاوتا كبيراً من حيث القيمة الفنية، وإن كان متقاربا أو يكاد
يكون متفقا في المعالجة الموضوعية.
-عمد
الشعراء إلى تطوير صورهم بحيث أصبحت ترتكز على عنصر الزمن والتقابل والحركة، وكان
لكل منهم صورة الخاصة والتي تختلف عن غيره والمستمدة من الأساطير أو الدين أو
التاريخ أو البيئة أو الواقع أو التراث إلى غير ذلك، مما جعل الصورة الشعرية تساير
الجو الانفعالي الذي يسيطر على الشعراء وهم ينشأون قصائدهم، وبالتالي تواءمت
الصورة مع التجربة وظهرت الموسيقى الخفية موازية أو مؤيدة للمفهوم العام للصورة من
خلال النص الشعري بحيث يمكن القول: كان للصورة دور بارز في جمال بعض القصائد ورفع
قيمتها الفنية، حتى ارتقت في كثير من الأحيان إلى مستوى الرمز واقتربت في بعض
الأحيان من مستوى القناع.
المصادر
والمراجع:
1-القرآن الكريم.
2- الصحيحان.
3-الكتاب المقدس ـ العهد القديم والعهد
الجديد ـ جمعيات الكتاب المقدس المتحدة 1946م .
4-القاموس المحيط الفيروز أبادي ـ
المطبعة الأميرية ـ القاهرة ـ بيروت 1301هـ.
5-المعجم الوسيط ـ مجمع اللغة العربية.
6-أبو بكر السقاف-مقدمة كتاب إضاءات
نقدية عن عبد العزيز المقالح-مجموعة من الكتاب العرب-دار العودة بيروت ودار
الكلمة-صنعاء، 1978م.
7-إحسان عباس: اتجاهات الشعر العربي
المعاصر-دار الشروق-عمان-ط2-1992.
8-أحمد شعت: الأسطورة في الشعر
الفلسطيني المعاصر-مكتبة القادسية-فلسطين-ط1، 2002م.
9-تزفيطان طودوروف-الشعرية-ترجمة شكري
المبخوت ورجاء سلامة-دارتوبقال-الدار البيضاء.
10-جابر عصفور-الصورة الفنية في التراث
النقدي والبلاغي-دار المعارف-القاهرة.
-المرايا المتجاورة-دراسة في
نقد طه حسين-الهيئة المصرية العامة للكتاب،1983.
11-جبرا إبراهيم جبرا:الرحلة
الثامنة-طبعة المؤسسة العربية-بيروت-ط2،1979م.
12-حسين مروة-دراسات نقدية في ضوء
المنهج الواقعي-مكتبة المعارف-بيروت-1988م.
13-خالد الكركي: الرموز التراثية
العربية في الشعر العربي الحديث-دار الجيل ومكتبة الرائد العلمية-بيروت وعمان، ط1،
1989م.
14-رجاء عيد-لغة الشعر-قراءة في الشعر
العربي الحديث-منشأة المعارف-الإسكندرية-1985م.
15-رجاء النقاش-محمود درويش-شاعر الأرض
المحتلة-دار الهلال-ط2
-أدباء ومعاصرون-مكتبة
الانجلو المصرية القاهرة-1986م.
16-رولان بارت- أسطوريات-ترجمة مقداد
قاسم- مركز الإنماء الحضاري- حلب-
ط1-1996م.
17-صلاح عبد الصبور-حياتي في الشعر-دار
اقرأ-بيروت-1992م.
18-صلاح فضل: أساليب الشعرية
المعاصرة-دار قباء للطباعة-العاشر من رمضان-مصر 1998م.
19-عبد العزيز مسهولي: الشعر والتأويل،
قراءة في شعر أدونيس-أفريقيا الشرق-المغرب 1998م.
20-عبد القادر ابو شريفة، وحسين لافي
قزق- مدخل إلى تحليل النص الأدبي- دار الفكر- عمان- ط1- 1993م.
21-عبد الهادي عبد الرحمن-مقاربة في
الرمزية ضمن كتاب سحر الرمز-مختارات في الرمزية والأسطورة-مجموعة من الكتاب مقاربة
وترجمة عبد الهادي عبد الرحمن.. دار الحوار-اللاذقية-ط1-1994م.
22-عبد الوهاب البياتي-تجربتي
الشعرية-ملحق بديوانه-دار العودة-بيروت -1978م.
23-علي جعفر العلاق-الشاعر العربي
الحديث-رموزه وأساطيره الشخصية-مجلة الأدب-العددان11-12-1988م.
24-علي عشري زايد-استدعاء الشخصيات
التراثية في الشعر العربي المعاصر دار الفكر –القاهرة-1997م.
25-مارسيلو داسكال-الاتجاهات
السيمولوجية المعاصرة-ترجمة حميد لحمداني و آخرين-أفريقيا الشرق-الدار البيضاء-
1987م.
26-محمد بنيس-ظاهره الشعر العربي
المعاصر في المغرب-دار العودة-بيروت- ط 1-1979.
27-محمد حسن عبد الله-الصورة والبناء
الشعري-دار المعارف-القاهرة.
28-محمد زكي العشماوي- فلسفة الجمال في
الفكر المعاصر-دار النهضة العربية-بيروت- 1981م.
29-محمد مصطفى كلاب: الرمز ودلالته في
الشعر العربي الفلسطيني الحديث-أطروحة دكتوراه-إشراف عبد المولى البغدادي، جامعة
الفاتح، 2002م.
30-نبيلة إبراهيم: فن القص في النظرية
والتطبيق-مكتبة غريب-ودار قباء-القاهرة.
31-هـ.ل. – روزنتال: شعراء المدرسة
الحديثة-دراسة نقدية-ترجمة جميل الحسيني منشورات المكتبة الأهلية- بيروت- 1963م.
(1) عبد الهادي عبد الرحمن: مقاربة في
الرمزية-ضمن كتاب سحر الرمز، مختارات في الرمزية والاسطورة-مجموعة من الكتاب.
(2) علي
جعفر العلاق: الشاعر الغربي الحديث-رموزه واساطيره الشخصية- مجلة الادب- العدوان
11-12-1988م، صـ15
(1) أبو بكر السقاف: مقدمة كتاب إضاءات
نقدية عن عبد العزيز المقاح-مجموعة من الكتاب العرب-دار العودة-بيروت- ودار
الكلمة- صنعاء- طـ1- 1978، صـ8..
(3) خالد
الكركي: الرموز التراثية العربية في الشعر العربي الحديث-دار الجيل ومكتبة الرائد
العلمية – بيروت وعمان، ط1، 1978، صـ8
(4) هـ.ل.
روز نتال: شعراء المدرسة الحديثة دراسة نقدية… ترجمة جميل الحسيني منشورات المكتبة
الاهلية-بيروت- 1963، صـ34.
* وهو يوحنا المعمدان: ابن زكريا و
إليصابات من أنباء يسوع المسيح، عاش في برية اليهودية، ثم ظهر على شاطئ الأردن
يعمد بالماء ويبشر بمجيء المسيح. قطع هيرودس راسه بتحريض هيرودية زوجته نحو سنة
31.
(1) د.احسان عباس، اتجاهات الشعر العربي
المعاصر صـ128-129، دار الشروق عمان، الطبعة الثانية 1992م.
(2) د. احمد شعت، الأسطورة في الشعر
الفلسطيني المعاصر صـ41، مكتبة القادسية-فلسطين الطبعة الأولى، 2002م.
(5) محمد
مصطفى قلاب: الرمز ودلالاته في الشعر العربي الفلسطيني الحديث-أطروحة
دكتوراه-إشراف: د. عبد الولي البغدادي- جامعة الفاتح- 2002م.
(1) د. صلاح فضل – أساليب الشعرية صـ78.
(2) هذه
المقولة ليونح أوردها جبرا إبراهيم في كتابه الرحلة الثامنة طبعة المؤسسة العربية
بيروت ط2 1979، صـ44.
(3) د.علي
عشري زايد، استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر، صـ109، دار الفكر
القاهرة، 1997م.
(3) عبد
القادر أبو شريفة، وحسين لافي قزق، مدخل إلى تحليل النص الأدبي-دار الفكر-عمان،
ط1، 1993، صـ63.
(5) مارسيلو
داسكال، الاتجاهات السيولوجية المعاصرة – ترجمة حميد الحمداني و آخرين، أفريقيا
الشرق، الدار البيضاء، 1987، صـ63،64
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق