Abstract
The Image
of The Arab and Zionist in Each others Literature
Palestinian writers and poets are the first ones to
target the Palestinian – Israeli conflict in the Arab Literature. They are the
first to portray the Israeli character as a traditional character, an Israeli
soldier or a settler versus the
Palestinian as fighter who will retrieve his own legitimate rights. But Arab literature fails to tackle in depth the Zionist
character contrary to what is seen in Zionist literature. Zionist literature
targets the Arab character in all its manifestations, particularly, the
Palestinian character which has different shapes and molds. Some images,
derived from the Bible, Talmud and Zionist ideology, are meant to raise a
historical Zionist oriented generation through negative representation of the Palestinian as
uncivilized Bedouin, unpatriotic, Vandalizing, thief, marauder, terrorist,
savage, coward, animal, ugly and deceptive like a snake and fox. I would like
to conclude the Zionist literature succeeds in misrepresenting the Palestinian
character in all its dimensions in order to justify its constant brutal Israeli
occupation of Palestine .
*
صورة العربي في الأدب العبري وصورة الصهيوني فى الأدب العربي
الكتّاب
والشعراء الفلسطينيون أول من أبرز موضوع النزاع فى الأدب العربي، فقد كانوا أول من
أدخل الشخصية الإسرائيلية إلى هذا الأدب، ولكنها الشخصية النمطية، وهى شخصية
الجندي أو المستوطن مقابل الفدائي الفلسطيني الذي سيعيد الحقوق، ولم يتطرق الأدب
العربي إلى ما وراء الشخصية الصهيونية الغازية كما هو الحال فى الأدب الصهيوني، من حيث تعمقه وصف الشخصية العربية فى
جميع أحوالها، ولاسيما الشخصية الفلسطينية التى أخذت أنماطاً وقوالب فى الأدب
الصهيوني، تتسق وطبيعة هذا الصراع، كانت مستقاة من التوراة والتلمود والفكر
الصهيوني، الذي يهدف إلى تنشئة جيل ذي توجه تاريخي صهيوني إضافة إلى التنشئة
العلمية العقلانية، من أجل ترسيخ الإحساس بالشعب اليهودي المضطهد– حسب الرؤية
الصهيونية – فى نفسية الصهيوني، وذلك من خلال رسم صورة سلبية للعربي الفلسطيني
كتصويره بدوياً عديم الانتماء إلى الأرض غير محب الاستقرار، لصاً وقاطع طريق، مخرباً
إرهابياً مجرماً متوحشاً، جباناً قذراً، حيواناً بشعاً غادراً كالذئب والثعلب
والأفعى والثعبان.
وقد
نجح الأدب الصهيوني فى تصوير الشخصية العربية الفلسطينية من جوانبها المختلفة بقدر كبير من التشويه
والانحراف عن الحقيقة، من أجل تثبيت وتسويغ الاحتلال الصهيوني لفلسطين*.
تقديم
يحتاج
المشهد الأدبي الإسرائيلي إلى قراءة دائمة، لأن الظاهرة الأدبية ظاهرة متحركة، إذ
لا يجوز الركون إلى الاستنتاجات الواردة فى الدراسات المنشورة فى بعض الجهود
المتعددة التى جاءت لإضاءة الحقائق فى الأدب العبري نذكر منها:
دراسة
سليمان ناطور، ومحمد حمزة غنايم، وحبيب بولص، وغانم مزعل، وعادل الأسطة، ويونس
عمر، وحسن خضر، وخليل حسونه، وتيسير المغربي. من هنا لا يمكن قبول كل ما جاء فى هذه الدراسات بأنها
أفكار نهائية أو ثابتة، فهي تقبل أكثر من قراءة وأكثر من تأويل.
يقول
المؤلف الإسرائيلي دان ياهف "لقد عملت [ الحكومات الصهيونية] على صياغة وعي
هذه الأجيال فى المدارس والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام، وفى الأدب والفن، إنها
آلة التربية على العسكرة، وهي آلة ترويج النصوص التي تلهب المشاعر القومية
الشوفينية من جهة، ومن جهة آخرى تنزع كل صفة إنسانية عن العدو أي عن العربي،
فالعربي فى هذه النصوص هو مخلوق حقير ولا يستحق الحياة". واليهودي الإسرائيلي
يسجل صفحات بطولية فى هذه الحقبة من التاريخ وعمله البطولي هو أقرب إلى المعجزة.
على هذه العقلية ينشأ الإسرائيليون، ولهذا السبب فإن تشريد شعب بأسره من وطنه
وتحويله إلى لاجئ والسيطرة التامة على وطنه وبيته وأرضه كل هذا يصبح مقبولاً
عادياً وفقا ً لهذا الوعي، ويستطيع معظم الإسرائيليين التعايش معه، لأنه فى نظرهم
مسوّغ دينياً بوعد إلهي, وسياسياً وأخلاقياً بدعم عالمي بمنطق البقاء للأقوى، ولا
أحقية للعربي على هذا المكان أو فى هذه الحياة. إن من يعود إلى أدبيات الحركة
الصهيونية منذ بدايات القرن العشرين سيقرأ النصوص الأدبية التي وصفت هذه البلاد
" بأنها صحراء قاحلة فى الجنوب وفى الشمال تكثر فيها المستنقعات، وأن سكانها
من البدو الرحل البدائيين والقذرين والذين يكرهون اليهود، ونشرت القصص والقصائد
التي تمجد الإسرائيلي الذي جاء إلى فلسطين ليحيي القفار, وأحضر معه الحضارة
الغربية المتطورة والثقافة العصرية، وبدأت هذه الأدبيات تصنع الأساطير الثقافية
مثل شخصية (أهرون ديفيد غوردون)، الفلاح اليهودي العصري والمثقف والذي يعرف كيف
يعطي الأرض. خلافاً للبدوي الذي يهملها ولا يحترمها كوسيلة للعيش.
[ياهف، دان ,2004 ، ص7- ما أروع هذه الحرب].
لكن
المشكلة المنهجية المركزية المقترنة بنظريات إصلاح الصهيونية والمجتمع الإسرائيلي،
كي يصبح التعايش المشترك ممكناً هي غياب الفهم لأزمة الهوية. وبما أن هذه الهوية
بالغة الأهمية للوجود الإسرائيلي؛ إذ يتمحور معظمها بالضبط حول الاختلاف عنه
والصراع مع الآخر، كيف يمكن تحقيق أدنى تغيير قبل اجتثاث الذات الصهيونية. وبما أن
الصراع العسكري والاقتصادي والثقافي والطبقي ضد الفلسطنيين يملأ الصورة
الإسرائيلية بكل ذرة من المعنى الذي تتمسك به. كيف يمكن التخلى عنه! ماذا سيحل
محله؟
رغم
كل شيء، هذا ليس صراعاً قومياً صافياً بين قامع ومقموع، بل صراع شامل بين نماذج
نمطية حتى النهاية المريرة.
بهذه
الطريقة ربما يكون المقموع الفلسطيني قد أصبح شرطاً لاستمرار الصهيونية، ومقوماً
ضرورياً من مقومات صيغة معقدة وجزءاً من جوهر المشكلة. والهوية الصهيونية الحديثة.
هذا
الجانب والجذر المسبب للصراع فى فلسطين شيء يفهمه اليمين جيداً، كما أنه أكثر
صراحةً بشأنه من اليسار، منذ بداية الانتفاضة يناقش الطرد الجماعي للفلسطينيين
علانية خياراً سياسياً قابلاً للتطبيق فى المستقبل القريب. سأورد هنا مثلاً واحداً
لهذه الصهيونية العصرية التي يصعب تمييزها من أفكار هرتسل بشأن الموضوع نفسه
والصلة مع الموضوع الحاسم للهوية. المثل من تقرير بشأن الجنرال (زئييفي) تاجر سلاح
سابق، ويرأس حالياً متحف تل أبيب: "ينفي زئيفي مثل هذه التهم غاضباً. إزاحة العرب
من أرض إسرائيل الكبرى، جزء من الأساس الأيديولوجي للصهيونية. ويعارض عمليات الطرد
الإجبارية، لكنه يؤمن بدلاً من ذلك بخلق ما يدعوه "بالمغناطيس السلبي"
لحث الفلسطينيين على حزم حقائبهم والرحيل؛ وإذا كانت فكرة الترانسفير لا أخلاقية –
كما قال زئيفي مؤخراً - فإن الصهيونية
نفسها لا أخلاقية.
كل
عملية الاستيطان التى جرت فى المائة سنة الأخيرة قامت على أساس ترحيل العرب"
[إيان، بلاك، 1988- الغادريان البريطانية سبتمبر]
المبحث
الأول
صورة
العربي فى الأدب الصهيوني
عندما
يصل أدب وثقافة الأدب الصهيوني إلى أطفال فى العاشرة من عمرهم، سيكونون رجال
المجتمع الإسرائيلي فى المستقبل، فإن هدف هذا الأدب سيكون واضحاً للعيان.
ومن
المهم من البداية التمييز بين صورة العربي فى الأدب الإسرائيلي قبل عام 1948*
وبعده، رغم أن هناك سمات مشتركة لا يمكن تجاهلها، ففي مرحلة ما قبل الدولة اليهودية،
نجد أن علاقة الكاتب بالعربي أخذت شكلاً مبسطاً جداً وهو أن الانجذاب نحو الحياة البدوية قد نشأ من التحرر المفترض
لهذه الحياة من القيود الثقافية الغربية.
ومن بين غير اليهود فإن العرب هم الأكثر شيوعاً فى الأدب العبري
الإسرائيلي، وهذا ليس بالأمر المثير للدهشة، ذلك إن الشخص العربي، يؤدي ذلك الدور
فى حياة الإنسان اليهودي الذي كان يؤديه غير اليهودي فى الشتات.
ومع
ذلك تطورت هذه الشخصية، واتخذت معنىً مختلفاً يقدم الأدب العبري أجوبة مختلفة عن
السؤال: من هو العربي؟ ففي المرحلة الأولى للأدب العبري فى فلسطين تشكلت صورة
نقلها الكتاب اليهود المهاجرون الذين كانت لديهم تجاربهم مع الأوكرانيين البلشفيك.
وتجسدت هذه الصورة مرة أخرى فى شخصية العربي الظالم.
[العربي في الأدب الإسرائيلي – رايوخ جيلا، 2000 – ص10]
أولاً: الصورة
السلبية:
فالعربي
فى الأدب الصهيوني متخلف وحيوان شرس، وكائن طفيلي في الأرض، ومخرب، بل هو خالٍ من
القيم الأخلاقية، فهو لص, وغادر, وسفاك دماء، وما إلى ذلك من سمات بشعة ألصقها الأدب بالشخصية العربية. وإذا كانت
عملية نزع الصفات الإنسانية تكشف مدى الكراهية العنصرية للعربي، بعد أن رفض الانصياع
لعملية السلب الصهيوني، فهي تؤدي دوراً مهماً فى شحن القارئ الإسرائيلي بحالة احتقار
وكراهية للشخصية العربية، تجعل عملية قتلها أو إبادتها أو تشريدها عملاً حضارياً
فى وعي الإسرائيلي لا يستوجب تأنيب الضمير أو الإحساس بالذنب، فتطهير الأرض من هذه
الكائنات العربية الطفيلية الضارة هو مجرد تطهير لها من الآفات والحشرات.
ولعل
(يغثال موسينزون) هو أكثر الكتاب انتشاراً بين الأطفال، وقد كتب ثلاثين كتاباً فى
سلسلة (حسمبا) – مجموعة سرية تامة تماماً – تناول الحرب والصراعات فى أثناء حرب 48
وما تلاها. أجيال عديدة نشأت مع أبطال كتبه، وقد حُوِلَ بعضها إلى أفلام ومسرحيات,
فى معظم الأحيان تصوّر العرب بشكل سلبي. هم دائماً قبيحون متوحشون سمناء لهم كروش،
لا يحلقون ذقونهم، وثيابهم رثة. ومن الصفات التى تتكرر فى كتبه: "أغبياء،
فوضويون، أبناء الشيطان - قتلة – سُفلاء،
جبناء، خداعون، وكذابون". وفى كتابه "حسمبا فى معارك شوارع غزة"
يأخذ أولاد حسمبا على عاتقهم مسؤوليات قومية فى تسويغ أخلاقية أعمالهم مستقبلاً: قال
يارون: تنمية الزهور؟ أنا أيضاً على استعداد لأن أقوم بذلك، ولكن هناك جيلاً يجب
أن يقاتل لكي يستمتع الجيل الذي يليه بالزهور والهدوء والطمأنينة ... ليس أمامنا
أي خيار. وقالت تمار بحزن: "سيأتي يوم ولن يفهم الناس أبناء جيلنا، لن يفهموا
لماذا كان يجب أن تنشب حرب لحل المشاكل، ولماذا كان يجب قتل أناس...فأجابها يارون
بهدوء وثقة بالنفس: لكي يصبح بالإمكان تنمية الزهور.
[ حسمبا، موسينزون،1989-ص141 ـ قتال الشوارع بغزة].
وأحد هذه الكتب البارزة التي تصور الصراع ضد
العرب فى عهد الانتداب، هو كتاب اليميني المتطرف (إسحق شاليف) وعنوانه:" قضية
غابر يئيل تيروش" فهو يصف صورة المعلم فى ساعات النهار، وفى ساعات الليل
يتحول إلى قائد عسكري ... إنه يثير الحماس فى طلابه للقيام بعمليات إرهابية سرية
... المعلم لا يؤمن بالتعايش والجوار الحسن مع الجيران العرب:" إنك تتحدث عن
الوضع وكأن الصدام واقع لا محالة. نعم هكذا هو الوضع، إن من يحاول أن يرسم لكم
مستقبلاً من التجاور الحسن مع العرب، وسلاماً وطمأنينة وانتعاشاً اقتصادياً، فهو
يضللكم... إن الشعبين سينشغلان فقط بقضية واحدة: من سيحكم البلاد، وسينشغلون ليس
حول موائد مستديرة، بل ميداناً بأنيابهم وأظافرهم".
[شاليف، إسحق- 1988 – ص236 ,قضية غبرئيل ].
يلجأ
المربي (غابريئيل تيروش) إلى أمثلة من التوراة لكي يفسر الروح العسكرية وأعمال
الإرهاب: "الملك داود كان يبتعد كثيراً عن الدم. عندما أحضر معه هدية متواضعة
عبارة عن مائتي رأس فلسطيني، أو عندما أمر المؤابين بالاستلقاء؟ ومد حبلاً واحداً
للحياة وحبلين للموت". [المصدر السابق، ص118].. " والآن لنتحدث عن الأمر
الأهم، الأمر الذي من أجله أعدنا غابرئيل، لقد خرجنا مع الفجر للافتراس، لنفترس من
يريدون افتراسنا.. علينا أن نقطع الأيدي... حتى لو جلبت عمليات القطع إلى العالم
صوراً مريبة لأعضاء مقطوعة معلقة" [المصدر السابق، ص151، 164]. مثل هذا الأدب
العنصري المتوحش عدّه الباحث (أرئيل أوفك) سماً قاتلاً.. فهذا الغذاء الروحي
الخطير لا ولن يجلب سوى المصائب.
وهذا
يؤكد أن الصهيونية أيديولوجية عنصرية فوقية رجعية، تعمل على نفى غير الصهيوني من
منطلق تميزي يقول:" إنهم أبناء الرب، وبذلك استطاعت توظيف اليهودية وتطويع
مقولاتها لتحقيق مآربها"." هذا العصاب لتولييف أمة مهما بلغت التكاليف،
وفى مدة قصيرة من الوقت، قد يكون السبب
الأساسي لمركزية الأدب فى المشروع الصهيوني. كثير من الجهد الأدبي مكرس لمناقشة
جوانب الهوية الصهيونية والإسرائيلية واليهودية، مع غياب ذلك الجهد كيف يمكن تعريف
تلك الهوية وتمحيصها؟!.[ عوز – عامس - 1977 -فى أرض إسرائيل]
[In the Land of Israel. Fontana ,
London , 1983,P.
61]
الغريب الدخيل
الظالم:
هو
المواطن الذي يعيش فى صراع مستمر مع الأقلية اليهودية، وينبع هذا الصراع من عملية
تعايش الأقلية مع الأكثرية، ويدور على أن الاثنين لا يمكنهما العيش جنباً إلى جنب،
هذا إضافةً إلى أن العربي ليس مواطناً فحسب، بل هو رمز البيئة الوراثية، ويستمر
العربي فى أداء دور الظالم، كما هو الحال فى رواية (يزهار) "الغابة فوق
التلة" ، فبعد إلقاء جماعة عربية القبض على جيلادي بطل الرواية "أرض
الليل" للكاتب (يوسف أريكا)، تتبين فيها أن شخصية العربي النمطية تلك كاذبة.
وفى رواية "الأرض اليباب" يصور اليهودي الذي يجد نفسه فى (أوركسترا)
الجيش التركي شخصاً معزولاً مضطهداً، لأن معظم زملائه من العرب.
وقد
كتب (عاموس عوز) رواية بعنوان "البدوي والأفعى" يصنع شخصيات أسطورية تجسد
الاضطهاد والخوف في الشتات، وفى أرضه إسرائيل. وفي مقالة بشأن الأدب العربي نشرت
عام 1911 حاول ( إسحاق شامي): أن يصف الروح العربية, وخلص إلى القول:" هناك
مركزان للسلطة فى الروح العربية، فهو في حياته اليومية ذكي وعملي يزن كل شيء بمنطق
متردد، يحلله بدقة متناهية، وهو كذلك لا يمكن خداعه بسهولة، لكن هذا الشخص نفسه
مختلف تماماً فى حياته المعنوية، حيث لا يوجد هناك شعب مثل العرب فى قدرتهم على
التخيل، وبالنسبة لهم لا يوجد هناك فرق بين الحقيقة والخيال، ويغلب على طبعهم
المبالغة، كما تمتاز محسناتهم البديعية والأوصاف التي يستخدمونها بأنها ذات سبعة
أوجه، فالقصة التي تروى بلغة بسيطة, لا تستحوذ على اهتمامهم" ... ومعظم
كتابات (شامي)، (بير لا وهيرجن) تقدم تفسيراً لتلك الصفات العقلية، فالشخصيات
العربية فى أعمالهم ليس لها شخصيات خاصة بها فهي سطحية وذات بعد واحد، وإن الصفات
التي يتوقعها القارئ تظهر دائماً، والشخصيات العربية دائماً ما تخوض صراعاً من أجل
الشرف والمكانة الاجتماعية التي تفضلها على النصر، وغالباً ما ينزلون من تلك
المكانة العلية إلى حد الإذلال، وهم مدركون لنبلهم، ويذودون للدفاع عن كبريائهم
بالدم. وبعض الكتاب أمثال "موشيه ساميلا نسكي" نزعوا. إلى وضع العدو
العربي فى مجموعات اجتماعية مثل فلاحين وأفندية، والبدو الرحل، ولكل من هذه
المجموعات عقلية مختلفة... إن المشكلة الأساسية لفهم غير اليهودي ليس غير اليهودية
بحد ذاتها، بل هي علاقة اليهودي معه. إن اليهودي فى الأدب مدرك لحقيقة أنه يعيش فى
أرض أجنبية، ويرى العربي مواطناً حقيقياً ولد من رحم التربة، ونسج لحمه من لحمها،
وعظمه من عظامها، ويرى نفسه غريباً أجنبياً يحاول أن يمد جذوره فى بيئة عدائية.
[ أضواء على المشهد
الثقافي فى إسرائيل، ص 77]
يذكر
عاموس عوز فى حديثه مع مستوطني نيكواع (مستوطنة مغالية فى يمينيتها تقع جنوبي بيت
لحم) امرأة تقول: "ليست الأسلحة هي ما يربح الحرب، الرجال يربحون الحرب،
الإيمان ينتصر. فليدرك العالم هذا. فى حرب الأيام الستة وحرب يوم الغفران أيضاً،
ما كان ينبغي أن نتوقف أبداً, كان يجب علينا الاستمرار، وأن نرغمهم على الاستسلام
الكامل، أن نحطم عواصمهم، ومن سيهتم بزعيق الغويم* " [عوز عاموس مصدر سابق، ص60].
وعندما
يسألها عن الفلسطينيين العرب هل ينبغي أن يعيشوا تحت سيادتنا، ويقوموا بالأعمال
القذرة فى خدمتنا. تجيب المرأة نفسها وهي تدعى (هاريت) من كوينز فى نيويورك:
"
لم لا، ألم يكن الأمر كذلك فى زمن التوراة؟ ألم يكن هناك حطابون؟ وسقاؤون؟ بالنسبة
للقتلة تلك عقوبة خفيفة جداً! رحمة!" [عوز عاموس، ص61].
وفي
رواية بعنوان "همس القلب" ليهوتسع كيناز يروي فيها قصة جماعة من متدربي
الجيش عام 1955، أحد الإسرائيليين اسمه (ألون) فى نهاية الرواية قبل انتحاره بوقت
قصير يقول:"أقول ما أعتقده ما يخيفني، وما يهمني يجب اقتلاع الحشائش البرية
فى كل مكان نراها فيه وإلا طغت على كل شيء وخنقت كل شيء".[ يهو شواع ,كنياز-1986
– ص187 ,همس القلب]
ويصور
الشاعر (شالوم شيبرا) فى قصيدة مطولة بعنوان " ويدا موسى ثقيلتان" من
مجموعة قصائد صدرت عام 1975م، بعنوان" النور المخبأ" يصور الشاعر فى هذه
القصيدة صراعاً بين رمزين، بين الشعبين – العبري والعمالقة، بطل هذه القصة النبي
موسى الذي يمثل الشعب العبري, والعمالقة الذين يمثلون الفلسطينيين والعرب, ويرمز
لهم بالشر.
وفي
النهاية ينتصر الحق والعدل الذي لدى الشعب اليهودي على غريزة الشر التي لدى
العمالقة، يقول:
فيرفع
موسى يديه إلى السماء وهو يقول:
*ضرب
العدو
تراجع ولم يعد
نام معسكر إسرائيل
بعد التعب
موسى الراعى لوحده
سامع ويقظ
انسدل الستار على حكم
العمالقة
[عرايده، نعيم – 1984- ص 69 نافذة على الأدب العبري الحديث]
وتتجلى
عملية نزع الإنسانية فى الأدب بصورة أساسية فى تجاهل (الآخر) خصوصاً أعماله وخصاله
الجيدة، وبذلك فإن الأدب لا "يرى" ولا يشعر".[أوليك، نيتسر, ص19,
فيروس الحقد]
ومع
اشتداد الصراع على الأرض، ووقوع المواجهات الدموية بين العرب واليهود تمحورت
الكتابة حول شخصية العربي الذي وصف بأنه: متخلف, وخائن, ومجرم, يطعن من الخلف,
ومنافق وحرامي. هذه الصفات, وغيرها كثير من قاموس التجريد من إنسانية العربي,
مازالت حتى اليوم تذكر فى الأدبيات الإسرائيلية, ويقتبسها السياسيون والعسكريون,
ويضيفون إليها أوصافاً لمخلوقات حيوانية حية:
صراصير فى قنينة
(الجنرال رفائيل إيتان)*
سرطان فى قلب الدولة
(الجنرال يا نوش بن غال)
حيوانات تسير على
قدمين (إسحق شامير)
أفاعٍ رقطاء (الحاخام
عو فاديا يوسف) وغيرهم كثيرون.
على
هذه الأوصاف ينشأ الإسرائيليون، والكاتب دان ياهف يتناول مئات النصوص الأدبية, لتأكيد
أن الأدب العبري المعاصر, متخم بالمفردات والجمل التي تنمي روح العسكرة العنيفة في
وعي الإسرائيليين. [ياهف، دان ,ص 7 – ما أروع الحرب]
ومن هذه الصور
السلبية للعربي التي وردت فى الأدب العبري:
· البداوة:
ففي
العشرينات من القرن الماضي كانت نظرة الصهاينة إلى العربي المسلم أنه ذلك البدوي
المتوحش القاسي الذي يتاجر فى العبيد*، [ الأيام – تاريخ 5/2/1999] ويصفه
(موشيه سمسيلانسكي) من خلال عرضه فى قصته "بسبب امرأة" أن العربي سريع
الغضب، وأنه متخلف حضارياً، بدليل أنه منع ابنه من معاشرة راقصة. [ يوسف, يوسف-
2000- ص26- التزوير فى الأدب الصهيوني].
لكن
صورة البدوي المجرم الشرير المرعب غليظ القلب – الغادر الممارس والمحرض للسلوك
المشين هي السائدة فى الأدب العبري، ففي معظم الكتب والقصص, تظهر شخصية العربي
بصورة سلبية؛ إذ يجري الحديث بإسهاب عن الصفات السيئة لهذه الشخصية، التي غالباً
ما تقترن بالتهديد والترهيب, وسط تجريدها بشكل سافر من الصفة الإنسانية.
ويوصف
العربي برجل العصابات: " لمعت عيناه المتوهجتان بالغضب على صفحة وجهه المكفن
تحت جبين ضيق صغير، كان شاربه الطويل (مفتولاً) مشرئباً وكثيفاً, ينتصب كقرني
الثور, فيما أضفى أنفه المعقوف على وجهه مظهر طير جارح، مفترس غليظ القلب"؟
[سمالي،
إليعازر, ص65- رجال البداية] [كوهين, أدير،ص65 – وجه بشع فى المرأة].
وفى
قصة أخرى:
"تدلت
على خاصرته اليمنى شبرية قصيرة حادة جداً، وعلى خاصرته اليسرى مسدس ضخم... فيما
كانت أصابعه تداعب موسى كباساً، كانت عيناه تلمعان كحد الشبرية... أما أنفه فقد
بدا اشبه تماماً بمنقار نسر ذي مقاييس ضخمة" [ م. غرعين، ص9 - الكاديلاك يتجه
إلى الجنوب], كان ذلك وصفاً لتاجر بدوي مخيف. ففي ما يأتي وصف لشيخ متعصب: "
ومضت عيناه ببريق دائم فيما استرخت تحت شاربه الكثيف الذي بدا وكأنه لم يقصه قط،
ابتسامة متعجرفة ماكرة" [زئيري, تسفي , ص69 – مغامرات يوفال].
وعن
المحارب العربي في أثناء القتال :" كان ذلك فى خيمة قذرة جداً، حيث جلس
مقامران قلّبا أوراق الشدة. وما هي إلا لحظات حتى يتشاجرا ويسحبا السكاكين على
بعضهما! فهم مستعدون للموت فى سبيل مبلغ بخس من المال!". [موسينزون، يغئال،
ص76- ليست على طريق الملك].
ويصور عوديد بتسر شخصية العربي بشكل
مثير للسخرية: "نطفة
كبيرة قبحت جبهته السمراء، وجهه ذكرني بطير جارح، فى عينيه الصغيرتين نظرات
وقحة".[بتسير، عوديد ، 1973، ص64 – ليس على طريق الملك].
وفى
قصة " الرجل والأفعى" يبرز (عاموس عوز) أعمال القتل ضد العرب، فقد جاء
فى قصته هذا النص: " البدوي [ المقصود هنا العربي] يشم رائحة الضعف من بعيد،
فإذا لاطفته بكلمة طيبة أو ابتسامة يهجم عليك كالحيوان المفترس، يحاول اغتصابك حتى
إنني هربت منه، أنا لا أرتجف من المياه الباردة بقدر ما ارتجف من الاشمئزاز، ما
أشد اسوداد أصابعه، كيف أمسك بي من رقبتي, فقط بالضرب وبالرفس هربت منه يجب أن
أغتسل بالصابون" [ عوز، عاموس، ص17 -
قصة بنات أوي]. ومن الصفات التى ألصقت بالعربي الغدر والخداع والجبن. يكتب
(أورباز) عن معاملة أسير: "مخادع ومراوغ! إذا صادقته يسحب خنجراً من مخبأ
ويغرزه فى الظهر، هذه طبيعة العربي القذر". [أوريان، إسحق، 1979, ص-62 رصاصة
واحدة].
فهو
جبان مهزوم يتراجع ويلوذ بالفرار في أول
فرصة. وفي قصة " غبار الطريق" للكاتب (ناتان شاخم) حديث يدور بين يهوديين
عن العرب. يقول أحدهما:" العرب مثل الكلاب، فإذا رأوا أنك مرتبك ولا تقوم برد
فعل على تحرشاتهم يهجمون عليك، فإذا قمت بضربهم فهم يهربون كالكلاب". [ حسونة،
خليل ,ص66 – الوعي السلبي للثقافة المغايرة],[شلحت، أنطوان، 1986 ، ص38- الشخصية
العربية فى الأدب العبري الحديث]
ومن
الصفات التى يلصقها اليهود بالعرب ويركزون عليها القذارة والتخلف. يحاول الأدب العبري
أن يظهر العربي إنساناً متخلفاً لا يعرف كيف يتصرف وأنه بعيد عن الثقافة والتحضر
(فموشيه سطابيسكي) يؤكد " أن شروط النظافة والمحافظة والصحة تكاد تكون معدومة
بين العرب". ويضيف أن عادة الاستحمام تكاد تكون غير مألوفة عندهم باستثناء
غسل الجسم من أجل الصلاة والوضوء".
ويدعي
زوراً أنه نقل عن امرأة أنها أقسمت بالله أنها ولدت ستة أولاد من غير أن يمس الماء
جسدها". ولا يشعر (سطابيسكي) بالكذب عندما يقول إأنه " لا يستبعد أن
يبصق صانع القهوة فى الفناجين كي ينظفها". [سطابيسكي، موشيه، ص14 – رواية القرية
العربية].
في
قصته "بنات آوى" يوضح (عاموس عوز) على لسان شاب يهودي ... صورة مخيفة
لسيل جارف من القذارة جمهور قذر غامق اللون يقشر القمل والبراغيث وله رائحة كريهة
والجوع والكراهية يسببان جفاف وجهه, تتوقد عيونهم توقدا جنونياً".[عوز،
عاموس، ص79 – قصة بلاد آوي]
أما
مدن وقرى العرب فيتم وصفها بصورة سلبية للغاية: "ملابس وأسمال – بالية ورثة
قذرة ونمط حياتهم مليء بالدنس". [ الموغ، عوز، ص313 – الصبا]
" كل أولئك القذرين وقراهم
المبرغثة، مليئة بالبراغيث، القاحلة الخانقة".[ إيلون، عاموس ,ص281 –
الإسرائيليون المؤسسون والأبناء]
يصف
(يزهار سميلانسكي) أهل خربة خزعة بالحقارة: " بقعة تراب عفنة، موبوءة بغضاً
بصقوا عليها أجيالاً [يقصد العرب] وأودعوها بولهم وبرازهم وروث أبقارهم وجمالهم...
وتلك البقع من التراب المحيطة بالأكواخ
المصابة، بعث نفايا مساكن إنسانية متراصة وحقيرة, كل شيء كان قذراً, وتمقت أن تأخذ
شيئاً بيديك". [س، يزهار، 1988، ص14– خربة خزعة].
ومن الأوصاف الغريبة للعربي التي ركز عليها
الأدب الصهيوني وترددت كثيراً، (العربوش) وهي تعني معظم الصفات السلبية من صعلكة
وجهل وتخلف وهمجية إلى غير ذلك من الصفات السلبية. فغالباً ما يقدم العربي شخصاً
ينتمي إلى ثقافة ضحلة؟ (عربوش) ومن نسل إسماعيل، وهو نعت شائع للعربي خاصة لدى
زعماء أحزاب اليمين. [ الموغ، عوز، ص289- الصبار].
ويقدم
العربي، سواء فى كتب التعليم أو في أدب الصغار، شخصاً جاهلاً، متخلفاً اتكالياً،
وسليل ثقافة بدائية، وبدوياً قادماً من الصحراء، وعدواً حاقداً على الشعب اليهودي،
وصعلوكاً حثالةً جاهلاً، محرضاً ومندفعاً، همجياً وسريع الانفعال.
ويظهر
العرب فى معظم الأعمال الأدبية والروائية أناساً يفتقدون إلى هوية خاصة، وإلى
شخصية مستقلة. [الموغ، عوز، ص313, الصبار]
كما
تحمل صفة (العربوش) معنى النذالة والجبن والقذارة يقول (غاي) وهو أحد الجنود الذين
شاركوا فى احتلال القرية: " ليأخذكم الشيطان [ ويقصد طبعاً العرب سكان
القرية] كم لديهم من الأماكن الجميلة, لو كان رجالنا [ يقصد اليهود] أصحاب هذا
المكان لقاتلوا قتالاً وأي قتال, هؤلاء يهربون، بل إنهم لا يحاولون القتال...
ويجيبه آخر دع هؤلاء (العربوش) إنهم ليسوا رجالاً". [س، يزهار، 1988، ص16–
خربة خزعة]
أما
الصورة التى تتعلق بالعربي فتبدو فى هذا الحديث "(هؤلاء العربوش) ليست فى
عروقهم دماء, أبهذا الشكل يتركون قرية مثل هذه القرية, لو كنت مكانهم لوجدتموني
أحمل بندقية فى يدي, قسماً بالله إنها قرية كبيرة, ولكنك لا تجد فيها ولا ثلاثة
أبطال، نحن قبضة من الرجال فى سيارة واحدة,
واستطعنا أن نحتل قرية بأكملها". [س، يزهار، ص155- أربع قصص].
ويروي
(أورباز) فى قصته "على رأس الرصاصة": " قبضت على (العوزي) [سلاح من
صنع إسرائيل يشبه رشاش بور سعيد] ووقفت لأفعل شيئاً بهذا العربي القذر ... أنا
سأتولى أمر هذا العربوش". [أوريان، إسحق ، 1979،ص62- عشب بري].
ويتردد
وصف العربي بالعربوش كثيراً فى قصص أكثر الكتاب الصهاينة اعتدالاً وهو (يزهار
سميلانسكي): " يا الله للبيت - قذرون - جبناء - عربوشيم ... ها هم هناك؟ هل
تخاف منهم؟ ضحك! هؤلاء مثل الذباب والحشرات ... وممكن القضاء عليهم بأن نبصق عليهم
... هل ممكن أن يقتلنا هؤلاء القذرون!". [س. يزهار , 1999م , ص125- اكتشاف
الياهو]
كما
يتردد فى قصته " خربة خزعة":" دعك من هؤلاء العربوش ... إنهم ليسو
بشراً"
[
س. يزهار, 1967م- ص 129، خربة خزعة].
ومن الصور السلبية التى حاول الأدب الصهيوني
إلصاقها بالعربي, والتركيز عليها, لنزع صفة الإنسانية عن الإنسان العربي, وصفه أو
تشبيهه بالحيوانات المفترسة, والحشرات الضارة السامة. فهم يظهرونه فى صورة جمل
واهن هزيل أو حيوانات مفترسة أو حشرات مقززة كما ورد قولهم: " وهو صرصار
وحيوان يسير على قدميه". [ياهف- دان، ص139]
ورمز
(دان بن آموتس) إلى العربي بالجمل: "أطلق النار على الجمل ! إنه هدف
ممتاز", قال الضابط ولم يبتسم [آموتس، دان، ص49 – حكاية عن الجمل والنصر].
ويكتب (أورباز) عن معاملة أسير عربي
بقوله: " ابن كلب، بندوق, " [أوريان،إسحق، ص62].
ويصف ابن أهارون اتجاهات نزع الإنسانية عن
العدو: "المصريون هربوا إلى التلال مثل الصراصير". [إليعزر، باريف، 1966،
ص84- المعركة]
ويصف
(يهودا سلوى) العرب فى كتابه "نار على الجبال" بقوله: " إنهم
حيوانات مفترسة".
[سلوى,
يهودا ,1964، ص41- نار على الجبال]
وهذا
الجنرال (رفائيل إيتان) رئيس الأركان عام 1984م, والذي ترأس وزارة فى حكومة (نيتنياهو)
وزعيم حركة (تسوفت) لا ينكر كراهية العرب بقوله:" علينا أن نقيم فوق كل حجر
يقذفونه عشر مستوطنات، وهنا لن يستطيعوا قذفنا بالحجارة، ونكون قد وضعناهم
كالصراصير فى قنينة مسممة".[باشا، حسن، 1978 , ص 127 – التربية الصهيونية]
ويقول
أيضاً: " إن العرب حشرات سامة احشروهم فى زجاجة ليأكل بعضهم بعضاً" [رايوخ،
جيلا، 2000، ص7 – العربي فى الأدب الإسرائيلي].
كما
ورد وصف العربي بالمخرب, والإرهابي, والمجرم, والقاتل المتوحش الذي يحرق ويدمر
ويقتل الأطفال, ويغتصب النساء.
فهذا
أحد الكتاب الصهاينة يصف العرب بالمخربين بقوله: " وطردنا الأوباش الذين دخلوا
إلى أرض إسرائيل ساعين إلى تخريب مستوطناتنا". [أفيك، أورئيل، ص36]
كما
صور الكاتب الصهيوني (يهو شواع) فى قصته "إزاء الغابات" ناطوراً عربياً
صحبته ابنته، والعربي مقطوع اللسان، لا يكف بطل القصة الشاب اليهودي عن مراقبته
العربي الذي يخزن الكيروسين سراً لإحراق الغابة، وأن العربي قد قطع خط الهاتف،
ويصب الكيروسين على جذوع الأشجار ويشعل النار فى الغابة. [خضر، حسن ، ص52- هوية
الآخر]
ومع
بداية التسعينات من القرن الماضي، تحول العربي إلى إرهابي أصولي متعصب يصلي قبل أن
يقدم على قتل الأبرياء وتفجيرهم، فهو أشعث الرأس، يتحدث بلكنة ثقيلة ويقتل الأطفال
بلا رحمة إذا لم يغتصبهم". [ الأيام – تاريخ 5/2/1999]
كما
ورد تصوير العربي بالإرهابي فى كتاب " ما أروع هذه الحرب لدان ياهف:"
الإرهابي الذي يغرز سكينه فى الظهر ويحرق الأطفال ... ولأنه خارج الصنف البشري، لا
يمكن التحدث معه أو تصديق وعوده".[ ياهف، دان، ص 139 - ما أروع هذه الحرب]
وهذا
أحد الكتاب الصهاينة يصف جميع العرب بالقتلة المتوحشين الذين لا تعرف الرحمة إلى
قلوبهم سبيلاً كي لا يقدموا مناضلين من أجل الحرية والتحرير:
"إنهم
يتعلمون أن جميع العرب قتلة، يدبرون لإبادة إسرائيل, وقتل الأطفال وتحطيم رؤوس
الأمهات، وهم يتعلمون أن العربي بكل الأحوال لا يصلح". [ دافار – 1/10/1982].
وتتجسد
أجواء الترهيب والرعب والكراهية التى يحاط بها العربي فى العديد من الكتب.
"لكن
عندما أدار شمشون رأسه إلى الوراء، بوغت برؤيته للعرب يصوبون نحوهم بنادقهم... هذا
عود المشنقة... يضعون ربطة العنق ويشنقون!". [ دوفيس، زئيف، ص43 عماد النار]
ويتحدث
مقطع آخر عن رجال العصابات, الذين يخططون لهجوم، ويهددون باغتصاب نساء يهوديات,
ويصف العدو رعاعاً يسعون إلى قنص الغنائم، وأناساً متوحشين مرعبين:" هل تكفي
النساء لنا جميعا! إن شاء الله يكفين! الشباب الذين أبعدوا فى القتال سيحصل كل
واحد منهم على فتاة إضافية... مرحى! سنبين لهؤلاء اليهود الكلاب من نحن".
[ليبرمان ، تسفي، ص 85]
وفيما
يلي تعبير آخر عن هذه الروح العسكرية, وأوصاف سوداوية لنتائج الحرب: "لقد
غزوا بلادك، وسلخوا مساحات واسعة من الأرض. قالوا: تحركوا إلى الأمام، هجموا على
مدينتك ومعهم الدمار. سيغتصبون أخواتك ويعذبون أمك، سيحولون بيوتك وقصورك إلى
حظائر لخيولهم وكلابهم المصرية. أولئك المصابون بالزهري والجذام سيقتحمونك
ويقتحمون كل ما تملك :" وسيمشي أمراء النفط على الردم، إنهم كهنة الدم
والذهب، سيتجولون فى الشوارع، وسيمد لهم أطفالك أيديهم, وهم عراة, وجائعون
وراجفون، وهكذا سيعود عهد الظلام الدامس".
[شاليف، إسحق،1988 ,ص 37، قضية غبريئيل]
نجد
فى أعمال عديدة كتبت بالعبرية فى تلك الحقبة أن العربي يظهر نموذجاً نمطياً وتظهر
أعمال سميلانسكي, وشامي كثيراً صورة متملقة للعربي متوحشاً نبيلاً، وتمدح هذه
القصص الروح العربية، ورفضها للمتع الدنيوية وتأكيدها الولاء للقبيلة.
وهناك
كتّاب صوروا العربي فى أدوار وشخصيات غير نمطية، وقد أعجب (بيرز) بارتباط العربي
بالأرض، وأبدى امتعاضه من استغلال العرب وأدان الظلم بجميع أشكاله. كما أنه أظهر
فى أعماله, فهماً للعلاقة المعقدة للمشكلة العربية اليهودية. ومن المفارقات ومآسي
القدر لأن يتم اغتيال (بيرز) على يد الثوار العرب. أما أعمال (آرلى) فتقدم لنا
تشكيلة كبيرة من الأبطال العرب. ففى قصة (الصبي بونيا) Thelad Bunia يظهر العربي قديساً.
ثانياً:
الصورة الإيجابية:
وفى
مسرحية "الله الأعظم" للكاتب (أورلوف آريبلي) ... يمثل بذلك عودة إلى
أصول إسرائيل القديمة:" اذهبوا جيمعاً"... اذهبوا ! لا أريد رؤية وجوهكم
ثانية ! لا تحطموا روحي مرة أخرى! إنكم تنفرون من روحي أيتها الديدان المهذبة! ألم
تتعلموا شيئاً من العربي المتوحش؟ لقد علمني كلمات ساحرة! الله كريم! لكنكم لم
تعلموني كلمة واحدة ملهمة أو أي شيء ذا نفع فى حياتي! أو لمماتي!... ولا بد أن
يكون هناك مكان ما يعيش فيه العربي المتوحش, يعيش ويقاتل فيه. لقد اخترت درب
الحياة والحرب، الله كريم! والله شديد الرحمة!".
كان
للعربي وجود مستديم فى قصصه لأكثر من ثلاثين سنة. ويمكن أن نرى بعض هذا التضارب فى
قصته (سباق السباحة) The Swimming
Race 1964م.
"إنها
قصة ثرية ومعقدة تحكي عن الواقع قبل حرب 1948م والقصة مروية من وجهة نظر الراوي
الذي يشهد المواجهة ثلاثية الجوانب بين الأرض، واليهودي، والعربي.
يصور
الجزء الأول الأحداث فى حياة طفل صغير. هذا الجزء يثير الحنين إلى الأيام الجميلة
قبل الحرب. تلقى الطفل وأمه دعوة للإقامة, فى منزل صغير صيفي تملكه امرأة عربية
ثرية كانت الأم قد عالجتها. عندما يدخلان إلى فناء المنزل يحسان السكينة والجمال
الهادئ للحياة العربية المتحضرة.
وتتضح
الصورة الإيجابية للعربي فى الأدب الصهيوني أكثر بدعوة بعض الكتاب فى إسرائيل إلى
السلام. ففى رواية (الطريق إلى عين حارود) يتعاطف الكاتب (عاموس كينان) مع محمود
بطل الرواية, من منطلق الندم والإحباط إزاء, ما يعانيه الإنسان الفلسطيني من تشريد
وعذاب على يد الصهيونية. ومِن ثمّ فالشخصية اليهودية فى الرواية تبدو ممزقة وموزعة
بين عالمين، واقعها العدائى الذي بوتقته التربية الصهيونية، ووعيها الحاضر الذي
أطلقته الحالة الصدامية مع الآخر...
هناك
موقف آخر للاعتراف بالوجود الفلسطيني تمثله الكاتبة (غيلة روتفيدر) برز فى روايتها
(نادية) حيث تود الكاتبة أن تقول إن نادية الممزقة بين واقعها القومي العربي
وطموحها الحضاري الصهيوني يزيدانها تأزماً.
من
جانب آخر، خلخلت الانتفاضة مفهوم الاستيطان... فهذا الشاعر (حاييم غوري) أحد مؤسسي
(أرض إسرائيل الكاملة) يدعو للتفاوض بهدف الحد من سفك الدماء وإحراز السلام
قائلاً:" واضح لي أننا ملزمون بالذهاب إلى مباحثات، ومضطرون للتحادث معهم،
وهذا الأمر يكاد يكون حاجة حضارية". [مجلة عيتون – حديث مع حاييم غوري,
1988].
فلقد
أعلن (عاموس عوز) "بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الانتفاضة, أنه يؤيد قيام دولة
فلسطينية بجوار إسرائيل صباح غد". [ هآرتس – تاريخ 17 شباط – 1988].
وتتطور
صورة العربي من مجرد النموذج النمطي المبكر لتصبح إما نموذجاً أصلياً أو شخصية
فعالة..., وقد ظهرت كل هذه المظاهر فى قصتي (س. يزهار) الأسير The Prisoner 1949، وخربة خزاعة Hirbet Hizah 1948 ففي القصة الأولى نجد الشاهد الذي تحول إلى بطل يظهر النغمة
الأخلاقية للقصة. هذا البطل يرى السجين العربي ابنَ بلد ينتمي إلى هذه الأرض...وتشير
رواية (الملاذ) إلى الحزب الشيوعي كنقطة التقاء بين العربي واليهودي.
وكذلك
الحال فى رواية (العاشق) فإن رؤية (بروتوكول) التى كتبها (إسحق بن نير) عام 1982م،
تستخدم فى الخلفية مدينة حيفا مدينة عربية إسرائيلية، فى هذه الروايات الثلاث نجد
العربي يسقط شكله القديم ليصبح شخصية كاملة الأبعاد.
وفى
الإطار نفسه يقول الأديب (أهارون ميجيد):" إنني أؤيد تقسيم البلاد بيننا وبين
العرب، وإذا ما أرادوا إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لأن لهم حقوقاً على تلك
الأراضى، وليس فى نيتي أن أسيطر عليهم، فلتكن لهم دولتهم المستقلة". [مجلة
بوليتنيكا. ، العدد22].
كما أعلن (يزهار سمولنسكي) عن قناعته بالانتفاضة
المستقلة بين الإسرائليين والفلسطنيين:"إن من الحجارة ومن أنهار الأطفال يتكون
شيء ما عظيم وبسيط إنساني". [شلحت، أنطوان، 1944، ص111ه ثقوب فى الثقافة
الأخروية],[ فلسطين الثورة، 1988، عدد 26 حزيران]
إن
الأهمية الخالدة لعمل يوسف حييم بيرز, إضافةً إلى قيمته الجوهرية أدباً، هو أنه
يرسم للمرة الأولى، دخول العربي فى الروح اليهودية، وإضفاء صفة ذاتية على صورة
العربي فى شعور اليهودي، بخوفه البدائى من فقده لاستقامته الروحية نتيجة للمواجهة.
إن تأثير هذا في اليهودي, ثم على الإسرائيلي يمثل نقطة مهمة جداً, لأنه كما وضحنا
من قبل، التعريف الذاتي لليهودي كإسرائيلي يجب أن يشمل علاقته بالعربي, وعلاقته
بالصراع العربي اليهودي ذاته.
وقد
أعد البروفيسور (دان شيفطن) بحثاً عن علاقة اليهود فى أرض إسرائيل مع العرب فى
دولة إسرائيل [ شيفطن، دان، 1968- تعامل اليهود فى البلاد مع عرب إسرائيل].
وكشف البحث أن 80% من
الذين شملهم البحث هم ضد العرب فى
إسرائيل، بينهم 65% يتطرف و10% يتردد، وفقط 20% يقبلونهم مواطنين متساوي الحقوق مع
اليهود. وكشف أدير كوهن فى دراسته عن تعابير سلبية عديدة مثيرة للخوف والكراهية
والعنف، لخلق شخصية نمطية سلبية للعربي فقط كونه عربياً, ظهر ذلك فى بحث تناول فيه
الكاتب 520 كتاباً، تبين أن ما نسبته 5,63% من مجموع العينة تناولت الصورة السلبية
للعربي.[كوهين، أدير، ص72]
" وفى استطلاع
أجراه البروفيسور أدير كوهين بين 520 طالباً من المدارس الابتدائية فى الكرمل
بحيفا عن شخصية العربي, وتأثير الأدب في تكوين هذه الشخصية, انكشفت صورة مذهلة
تؤكد عملية العسكرة فى التربية فى سن مبكرة.
-
لدى 75% من الطلاب
ارتبطت شخصية العربي بالمجرم، المخرب، الأهبل خاطف الأطفال وغير ذلك.
-
لدى أكثر من 80%
شخصية العربي: يعيش فى الصحراء، يصنع الخبز، العربي يعتمر الحطة، يرعى الغنم، وله
شكل مثير للخوف وقذر.
-
90% منهم لا يعترفون بحق العرب بالعيش على هذه الأرض، وكذلك يرفضون
منح العرب فى إسرائيل حقوقاً متساوية مع اليهود.
-
فقط 20% تحدثوا عن
صفات إيجابية للعرب، وهذا أيضاً من منطلق نفعي استعلائى.
-
فقط 10% ينظرون إلى
العرب بشراً عاديين.
-
58% أشاروا إلى أن كتب الأطفال التى قرأوها هي التى أثرت فيهم فى
تكوين نظرتهم إلى العرب، معظمهم أشاروا إلى شخصيات وأحداث سلبية". [السابق،
ص13]
صورة
الصهيوني فى الأدب العربي
بدايةً
يجب التنبيه إلى الفرق بين دلالات بعض التسميات يعتبرها البعض – خطأً – مترادفة
وهي: عبري – إسرائيلي – موسوي- يهودي – صهيوني.
فكلمة
عبرانيين كانت تدل على بعض القبائل التي هاجرت من موطنها الأصلي في الجزيرة
العربية إلى أرض كنعان خلال القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وبنو
إسرائيل وإن كانوا ينتمون إلى تلك القبائل، إلا أن هناك الكثير من العبرانيين
الذين ليست لهم علاقة بإسرائيل، والذين سرعان ما اندمجوا في الكيان الكنعناني.
والموسوية
هم أتباع موسى عليه السلام الذين يؤمنون بالتوحيد، أي ترك عبادة المعبودات القديمة،
والاعتقاد في إله واحد لكل الشعوب ليس له صورة أو تمثال، وكان منهم من آمن
بالديانة الجديدة التي جاء بها المسيح عليه السلام، بل بعضهم آمن بديانة التوحيد
التي عادت إليهم على يد النبي صلى الله عليه وسلم وهم من عرفوا باسم الحنفاء.
أما
اليهودية فهي ديانة أنشأها الكهنة الإسرائيليون في بابل خلال القرن السادس ق.م،
وهي تختلف عن الموسوية في كثير من الاعتقادات التي لم تكن موجودة في ديانة موسى
عليه السلام منها: إنهم الشعب المختار، وإن فلسطين أرض الميعاد، وقتل كثير من
الأنبياء الذين أرسلوا إليهم.
وتسيطر
اليهودية الأرثوذكسية على الفكر الديني والحياة الدينية في المجتمع الإسرائيلي عن
طريق المؤسسات والأحزاب الدينية المتعصبة.
أما
الصهيونية بدأت كمشروع سياسي لتجميع يهود العالم في مكان خاص لهم، دعا إليه نفر من
اليهود العلمانيين، وفي مقدمتهم مؤسس الحركة (تيودور هرتزل)، وقد اختارت الحركة
الصهيونية فلسطين لتقحم أسباباً دينية لتسويغ احتلالها وطرد شعبها.
[
العربي في الأدب الإسرائيلي، رايوخ – جيلا، 2000 ، ص 16، 139]
"
فالقبائل العبرانية التى عاصرت الكنعانيين، قبائل رعوية بدوية دائمة التنقل، وهي
كما يشير علي حسين خلف ذات جذور متوحشة فى انتمائها لقبائل السلب والنهب والقتل
(القبائل الأمورية) وللفرع المتوحش من الأموريين، وقد كانت غريبة فى فلسطين عن كل
شيء، عن الأرض، أرض كنعان، وعن اللغة المتفوقة على الرطانة، وعن الحياة المدنية
الراقية فى القصور والقلاع، بدلاً من الخيمة، وعن كل ما هو صناعي وزراعي" [
خلف – حسين، 1999، الحضارة الكنعانية والتوراة – ص33].
ولعل
الحركة الصهيونية تحاول أن تقيم حجتها على أساس التوراة التى تصف أرض الكنعانيين،
والدليل على ذلك ما نقرأه فى سفر تثنية الاشتراع "فإذا أدخلك الربُّ مدناً
عظيمة حسنة لم تبنها، بيوتاً مملوءة كل خير لم تملأها، صهاريج محفورة لم تحفرها،
كروما وزيتوناً لم تغرسها" و"إن الرب إلهك مدخلك أرضاً صالحة"، ذات
أنهار وماء وعيون، وغمار تنفجر فى غورها ونجدها أرض حنطة وشعير، وكرم, وتين ورمان،
أرض زيت وعسل، أرض لا تأكل فيها خبزك بتقتير، ولا يعوزك فيها شيء، أرض حجارتها
الحديد، ومن جبالها تقطع النحاس".
[ التوراة – سفر
التثنية والاشتراع، الفقرات – ص 7- 12]
"
ومعنى ذلك كله أن من لا جذور له ليست له (مثيولوجيا) شأن الأقوام التى لها تاريخ،
بل من الخطأ النظر إلى اليهود على أنهم عرق أو جنس حتى قبل سقوط القدس، ولم يكن ما
اكتسبوه من خصائص كمجموعة إنسانية إلا
بفعل الظروف الاجتماعية والوظيفة الاقتصادية لهم عبر القرون" الكيالى – عبد الوهاب – 1981- تاريخ فلسطين
الحديث – ص19]. ومن هنا تكون صورة البداوة من أقدم الصور التي رسمها الأدب العربي
لليهود.
-
صورة الغزاة:
وبخصوص
مقاومة الفلسطنيين يضيف الكيالي:" بدأت الاصطدامات المسلحة بين الفلاحين
العرب والغزاة الصهيونيين عام 1886، عندما هاجم الفلاحون المطرودون من الخضيرة
وملبس, قراهم المغتصبة التى أجلوا عنها رغم إرادتهم وقد تكرر الهجوم على قرى
يهودية أخرى وللدوافع نفسها عام 1892" [ السابق – ص 48، 49].
كما
صورت بعض القصص الفلسطينية الشخصية الصهيونية بالغزاة والغرباء: "تركوا
بلاداً عاشوا فيها، وولدوا فيها، وعاش فيها آباؤهم وأجدادهم، كانوا فى أمريكيا
يتمتعون بحقوق المواطن الأمريكي، وفى روسيا يتمتعون بحقوق المواطن الروسي، وفى ألمانيا
كذلك شأنهم شأن اليهود الصهاينة جميعاً، رفضوا الولاء لأوطانهم الأصلية، وأرادوا
أن يتجمعوا فى الأرض التى حافظ عليها أهلها وعاشوا فيها يزرعونها ويفلحونها آلاف
السنين، أراد هؤلاء الصهاينة طرد العرب أصحاب فلسطين، واحتلال أراضيهم وتكوين دولة
لهم" [ الهدهد – روضة – 1982 – ص21].
وهذا
ما تصوره الشاعرة منية سمارة فى قصيدتها " الدخول إلى المحسن":
هكذا
كنا نحسن
كان
الزمن عنيداً وشرساً
والمدن
المتبرجات تسلم مفاتيحها للغزاة
[حسونة
– خليل – العقل والإبداع- ص 453]
ويؤكد
محمود درويش هذه الصورة بقوله:
وعرفنا
ما الذي يجعل صوت القبرة خنجراً يلمع فى وجه الغزاة
وعرفنا
ما الذي يجعل صمت المقبرة مهرجاناً
... وبساتين حياة
هنا
جعل صوت القبرة الهادئ كخنجر يلمع فى وجه الغزاة، فقد وصف اليهود بهذه الصفة.[ حافظ،
صبري ،ص118 - الشعر والشعراء].
وشهد
شاهد من أهلها: يمثل زئيفي ما يبدو أنه قوة متنفذة جديدة فى السياسة الإسرائيلية،
وحسب إحصاء أجري مؤخراً يعتقد 49 بالمائة من البالغين اليهود أن ترحيل الفلسطنيين من الضفة الغربية وغزة سيمكن من الحفاظ على
الطبيعة اليهودية والديمقراطية للمجتمع الإسرائيلي.
ويتوقع (زئيفي) حدوث ترحيل فى أرض إسرائيل، إذ إن شعبين لا يمكن
أن يعيشا فى بلد واحد، والمسألة من سيرحل ؟ اليهود أم العرب!"[ بلاك، إيان،
1988، الغارديان" البريطانية"].
لذلك يعلن اليمين بصراحة تامة، إنه بسبب الهوية الوطنية، سيكون
من الضروي تخليص البلاد من سكانها الأصليين.
وهذا كاتب إسرائيلي آخر وعضو سابق فى البرلمان الإسرائيلي
(الكنيست) من قبل حزب (مابابي) يؤكد هذه الحقيقة في قصته (خربة خزعة) التى تدرس في
المدارس الثانوية والتي أثارت نقاشاً كبيراً، إنها قصة احتلال قرية فلسطينية بلا
مقاتلين، ومن بقي فيها المسنون والنساء والأطفال.
اجمعوا السكان من نقطة ما إلى نقطة ما... حملوهم على الشاحنات
وانقلوهم خلف خطوطنا. فجروا بيوت الحجر واحرقوا البساتين.., اعتقلوا الشبان
المشبوهين، وطهروا المنطقة من القوالب المعادية" ...
" أحياناً كنا نسكب السولر ونحرق ثياباً أو بوابة من خشب
أو سطحاً من قش وننتظر كي نرى كيف تلتهمه النيران ... بالنسبة لى القتلى والدم وكل
شيء كأنه لا شيء". [س – يزهار – 1967 – خربة خزعة – ص 129]
وفى القصة ذاتها يروي
المغتصب الغازي القاتل حكاية دمار قرية عربية مسالمة، والقتل التعسفي من جانب قوات
الدفاع الإسرائلية لعدد من السكان، وطرد العرب بالقوة، كل ذلك من غير أدنى استفزاز
من جانبهم. يقول:" من سيصدق بأنه كان ثمة خربة اسمها خزعة هنا، قرية طردنا
أهلها وورثناها. أتينا، قتلنا، أحرقنا، نسفنا، ودفناهم بعيداً، شردناهم
وطردناهم! ماذا بحق الشيطان نفعل هنا؟". [ س. يزهار – 1921]
العنصرية
العرقية والتعالى على البشر:
وحسبما جاء فى كتاب (هاجر) المقدس عند الصهاينة:" فإن
الجسد اليهودي يختلف كلياً عن أجساد بقية الشعوب؛ وذلك من حيث أكلهم ومشربهم
وطينتهم. وإن كنا نرى ثمة تشابها فى الأجساد فما ذلك إلا فى المظهر الخارجي فقط،
أما داخلياً فالفرق بينهم كبير إلى حد يجعل الجسد اليهودي، لا يمت بأي صلة كانت
إلى صنف بقية الأجساد لأبناء الأمم الأخرى، وما يصح على الجسد (المادة) يصح أيضاً
على النفس (الروح) إذا إن أصل شعوب العالم هو من طبقات النجاسة الثلاث، بينما
أرواح بني إسرائيل هي من الروح المقدس ذاته". [ الشيباني، عمر ،ص 24]
من
هنا أستنبط مفاهيم سياسة التعصب, إحدى أبرز سماتها كما تقول الشاعرة العنصرية الصهيونية " أنا جرينفو" فى إحدى قصائدها التى
تتعالى فيها على العالم.
*
قالت لي أمي: بأني. * ابنة لشعب غني بالأسفار. * والأغيار جهلة. * حدثتني بأن أكون
بالمقدمة، * لأني يهودية . * قالت لي أمي: أنني ابنة شعب. * لا يقبل الضياع. *
واجبي مواصلة الدرب.. درب أبي. * لمواجهة الأغيار الأعداء .
* ولو كانوا كل العالم. [ أحمد، رياض – الصهيونية العالمية –
ص66]
-
عصابة مجرمة:
ويصورهم أحمد يوسف بالعصابة المجرمة:
ذلت قلوب الناس واستفحلت
عصابة مجرمة بيننا
[ يوسف، أحمد، ديوانه-
ص138]
وهذا ما شهد به
الصهاينة أنفسهم، فهذا الكاتب (بينامين تموز) يعرض المشكلات الأخلاقية فى قصته
"سباق فى السباحة" نشرت عام 1951م: يقول " نحن كنا المهزومين أخلاقياً لأننا قتلنا
الأسير، لم نقدر على المواجهة الأخلاقية للحرب ونتائجها".
وهكذا يستنطق أ. ب يهو شواع الشيخ العربي الأخرس:" هو يريد
أن يقول إن هذا هو بيته، وقد كانت هنا قرية، وقد دفنت تحت هذه الغابة الكبيرة، ما
الذي يغضب هذا الشيخ إلى هذه الدرجة؟ يبدو أن نساءه قتلن هنا. إنه مجرد أمر
تافه... ". [عيزر، إيهود – المسألة العربية فى أدبنا – شومون – عدد 47- ص44].
ويقول شاعر إسرائيلي:[ حاييم حيفر، على جبهة حارة هتكفا
(الأمل)]:
* الوجبة الأولى هي البندقية
التى أحببتها، مع رصاصات الموت
سنعد لك وجبة مع رصاصات الموت
سنعد لك وجبة
الوجبة الثانية هي القنبلة
التى أحببتها مع شظايا الموت
سنعد لك وجبة مع شظايا الموت
سنعد لك وجبة...
هكذا يصف حاييم غوري احتلال بئر السبع:" بئر السبع ...
بلدة العدو ممتدة... عيناها من زجاج ... والخنجر فى جسدها ... تنزف دماً... شاحبة
... تحتضر... طفل... مصري... مصري... مصري... امرأة ... مصري... مصري... عاصفة
الحرب تحصد أولئك المنتصبين أمام الرصاص... الحرب شبح عدائى لا يعرف الرحمة...
وربما أن نشوة النصر تشتد لتقطف الأبرياء...
[شاليف، إسحق، 1988- ص34].
وهذا سميح القاسم من قصيدة وحي الشعب يصف الصهاينة بالغاصبين:
الغاصبون ترابنا وسماءنا
رتعوا بخير فجـاجنا وتنعموا
النار والفولاذ عدة كيدهم
طوراً وطوراً خدعة لا تعصم
[ القاسم سميح ، ص374]
الإرهاب
الصهيوني والعنصرية العرقية:
ومن ثمّ فهؤلاء العرب غرباء فى العرف العنصري الصهيوني، يجب
طردهم أو قتلهم، وهذه حقيقة آراء وأفكار المتطرفين الصهاينة المعادين للسلام، فى
ملحق صحيفة "هآرتس" ينشر شاعر يهودي عنصري يدعى "كور"بتاريخ
2/7/1982 قصيدة له بعنوان " لو كنت قائداً لجيشنا الأسطورة" توضح
الهسيتريا الجماعية التى تكتسح المتطرفين من اليهود، فلا تجعلهم يفكروا إلا فى
اتجاه واحد هو الإرهاب والجريمة. يقول (كور) فى قصيدته:
لو كنت قائداً لمنطقة
بيروت المحاصرة والمختنقة
لصرخت فى وجه أولئك الذين
يطالبون بإعادة المياه
ويصرخون ويتألمون
ويطالبون بإعادة الدواء
والطعام
إلى المدينة المحاصرة ..
لو
كنت قائداً لجيشنا العظيم
لزرعت
الموت والدمار فى كل المزارع،
والشوارع
فى كل المساجد والكنائس
[ البحراوي، إبراهيم – الأدب الصهيوني بين حربين – ص 62]
فالفلسطينيون فى نظر هذا الشاعر الإرهابي العنصري شعب زائد عن
الحاجة لذا يجب إلغاؤه، فلا وجود له فى وطنه. والشاعر هنا يتقمص شخصية
"يوشع" فى تدميره لأريحا فيتخيل الدماء تسيل أمامه فيسعده المنظر – لذا
يطلب المزيد، ليس للمحاربين، بل لجميع أفراد الشعب.
اليوم فى حملة سلام الجليل
سنسفك الدماء الكثيرة
ونقتل الأطفال والنساء
والشيوخ
لا رحمة لهم عندنا
لا وجود لهم فى عالمنا
[ نقلاً عن العرب اللندنية بتاريخ 14/10/1994 – ص14]
فهذا سميح القاسم يخاطب ذلك المنكر للوجود العربي:
دعها وصمة عار فى وجه السفاح هناك
أمسك سيفك محراثاً لم تترك من أرضي ميراثاً
[القاسم، سميح , ص182]
ويقول من قصيدة مارش للثورة:
من أنجبوا بالأمس مسخاً هتلرا يلدون هذا اليوم مسخاً هتلرا
تكرر السـفاح فى أرحامهم
من قال يوم النصر لن يتكررا
[القاسم، سميح ، ص411]
وهناك من يصورهم بالنازية:
آلـة الموت بيوتاً كم محت طائرات الجو سكرى ما دهينا
عربد النازي تيهاً كم عوى
يملأ الكـون عويـلاً أو جنونا
[درويش، جهاد، ص20]
وهذا على الخليلي يصفهم بالكاسرين الذين يبطشون بشعب فلسطين:
ليس يكسرنا الكاسرون [الخليلي، علي ، ص 262]
وهناك من يصفهم بالطغاة الحاقدين:
ويظهر ذلك فى قصيدة (اقتراحات جديدة) للشاعر أحمد دحبور التي
يقول فيها:
(من أيِّ جُحرٍ طغاة الكواكب انفلتوا؟
وكذلك يقول فى القصيدة نفسها:
أما أنا فرأت عيناي طاغيةً [الجيوسي، سلمى،
ص 216 – 217]
وذلك يظهر أيضاً فى قول توفيق زياد فى قصيدته التى بعنوان (نيران
المجوس)، والتي يقول فيها:-
طغاة الأرض حضرنا نهايتهم
سنجزيهم بما أبِقُوا [المصدر
السابق، ص 269]
الهمجية
والوحشية الصهيونية:
يصف (غروسمان) يصف همجية الصهاينة بقوله: "قامت، وهي تنزف
دماً، وعصبت الجرح بمنديلها؛ بعد ذلك وجدت أباها ملقى على الأرض, ويداه مكبلتان
خلف ظهره، وعلى عنقه حجر كبير، ثلاثون
رصاصة اخترقت جسده...
ويضيف "فى إحدى المرات عندما كنا فى الخدمة الاحتياطية
نفذت عملية... جمعنا كل العرب الذين ألقينا القبض عيلهم... حمّلنا شاحنات كثيرة،
لقد ضربت كثيرين فى تلك الليلة...
كل عربي ألقي القبض عليه عضضته فى أذنه بشدة لدرجة أنه كان يُبتر
منها قطعة لكى أتعرف عليهم فى المرة المقبلة عندما نلتقي". [عرو سمان، دافيد –
1987، الزمن الأصفر، ص60]
وهنا يكتب: " إن منع انتفاضة السكان المدنيين يستوجب فرض نظام
احتلال صارم، فى هذا النظام – كل مواطن محتل من سبع سنوات إلى سبعين عاماً يعتبر
عدواً...
طالبات يطلق الرصاص على ظهورهن، أم لثمانية أطفال يقتلها جندي
خائف... مسنون توجه إليهم الجنود بالضربات القاسية إلى أن ينزف دمهم.
الطريق الثانية لإزالة التوتر هي برفض اعتبار الفلسطيني بمثابة
(داود) وذلك بواسطة نزع الإنسانية عنه، الفلسطيني لا يستطيع أن يكون ذلك الشاب
الجميل.
[ ياهف، دان، ص 139، ما أروع هذه الحرب]
-
صورة الظالم :
وهذا ما يؤكده هارون هاشم رشيد في قصيدته (ياعروية) التى
مطلعها:
من أين أبداً قولتي فأقول وأنا
المحير والطريق طويل
فإذا بها نتفاً تمزق
غيلة يعدو
عليها ظالـم ودخيل
[رشيد، هارون , ص149،
قصائد فلسطينية]
ويقول
أيضاً من قصيدة (صوت لاجئ):
أخي
من نحن إن سرنا على الدنيا بلا وطن
وإن عشنا على صدقات قاتـلنا على المنن
وإن جار على الأقداس عسف الظالـم النتن
وإن لم ننتفض للثأر رغـم
البؤس والمحن
[ عليان – محمد, ص299- الشعر الفلسطيني الحديث]
ويقول توفيق زياد، من قصيدة "رمضان كريم" :
اتحدوا وأعدوا العدة للظِّلام
كيلوا لهم الصاع اثنين
[ زياد، توفيق, ص235- ديوانه]
وهذا عبد الكريم الكرمي يصفهم بالأشرار من قصيدة (دم
أهلي):
أيُّها الشارعون أقلامنا الحرة ذودوا
عن حرمة الأفكار
المداد الكريم كالدم فى الميدان حر حرب على الأشرار
[عليان – محمد – ص432 – الشعر الفلسطيني الحديث]
كما يصفهم برهان الدين العيوسي بالأوغاد فى قصيدته (النازحون):
أيها النازحون عودوا رجوماً
للشياطين فالبلاد تنادي
فادخـلوها مدججين ودكوا
كل شبر من قلعة الأوغاد
[ الكيالى – عبد الرحمن – 1975- ص313- الشعر الفلسطيني فى نكبة
فلسطين]
-
دخلاء - أشرار :
ويشير الشاعر أحمد يوسف إلى هذه الصورة بقوله:
وبنو فلسطين الأباة تقاسمت دنياهم الدخلاء والأشرار
[ يوسف، أحمد- 1990- ص 138]
فى قصيدته (اللقيطة):
يـا عـبيد يـا دخـلاء ضجت الأرض منكم والسماء
اضحكوا واهزلوا فى غفلة العمر.. سيلهو ويضحك اللقطاء
[ناصر، كمال – ص 442- قصائد فلسطينية]
غدار – متشرد – مهاجر:
فهذا الشاعر الجزائرى محمد العيد آل خليفة يصفهم بالمهاجرين
الغادرين كما فى قصيدته (بؤرة على الاستعمار):
قل لابن صهيون اغتررت فلا تجد إن ابن يعرب ناهض للثار
القـدس لا بـن القدس لا متشرد
متصـهين ومـهاجر غدار
[السوافيري، كامل – ص266]
وكذلك
يصفهم إبراهيم الدباغ فى قصيدته (فى ظلال الحرية):
مشرد جـاء لحـرث أرضـنا يوشك
أن نرعى لديه البقرا
[الكيالى، عبد الرحمن، 1975،ص94]
-
الجلاد:
وهذا ما صوره محمود درويش:
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
وأمشي – ثم أمشي -
وأقاوم![ حافظ، صبري، 1990، ص84]
-
صورة
القاتل المجرم, والسفاح الذي يرتكب المجازر:
وقد رسم الأدباء صورة الصهيوني انعكاساً لصورة الوطن, الذى سلبه
الصهاينة ودمروا ما تبقى منه كما ورد على لسان إحدى شخصيات الكاتب رشاد أبو شاور
فى مجموعة عطر الياسمين: " قال غسان بحزن: أنا وطني هناك، لقد كنا نعيش فى
مدينتنا أريحا، أنا ووالدتي وإخوتي، ولكن الأعداء جاءوا بالطائرات والدبابات
فقصفوا وأحرقوا، فاضطررنا للهرب لقد قتلوا والدي وأختي". [أبو شاور، رشاد،
1979، ص14]
وشهد شاهد من أهلها:
فلقد جاء فى الإصحاحات أن (يوشع) عندما دخل أريحا قتل كل ما
فيها من البشر جميعا، صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً، ومن دواب وماشية باستثناء
البغي (راحاب وأهلها)...
ووفقاً للنصوص التوراتية الموضوعة هذا "سفر يشوع"
الإصحاح السادس يقول: "واحرقوا كل ما فى المدينة [أريحا] من رجل وامرأة، من
طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف, وفى السفر نفسه " واضربوهم
حتى لم يبق منهم شارد ولا وارد ومنفلت" [سفر يشوع]
ويستمر "يشوع" حسب قول التوراة بالعدوان على المدن
والقرى الفلسطينية، وفى كل غزوة يقتل الرجال والأطفال والنساء.. " وقتلوا فى
(شوشن) ثلاثمائة رجل من شهر آذار ... ثم قتلوا من مبغضيهم خمسة وسبعين ألفا"
[ الباشا، حسن، 1978، ص117].
ويصور زين العابدين الحسيني قتل أم وهي تحمل رضيعها فى قصته
التى استمدها من وقائع حقيقية: فكان فؤاد البري فى الثالثة عشرة من عمره، حين فقد
والديه فى الحرب، ذلك عندما "قتل الجنود الغزاة فى الحرب السابقة 1956م
والدايه وأقاربه، وكان حينذاك رضيعاً، وقد وجدوه، وهو يبكي بجوار جسد أمه الغارق
فى الدم وهو يصيح: ماما دم .. ماما دم". [الحسيني، زين العابدين، 1979، سر
البري]
وهذا ما تؤكده شاهدة عيان إسرائيلية تدعى (باتيا كوخاف) فى
قصتها (عباءة عبد القادر) تقول فى وصف رهيب نادر حدوثه:" لن أنسى منظراً رهيباً،
امرأة عربية حملت طفلاً بين يديها، أصابتها رصاصة فى صدرها، سقطت تتضرج بدمها وهي (تفرفر)
على الأرض. وامرأة أخرى، وهي (تفرفر) للمرة الأخيرة، حاولت الوقوف ومواصلة الهرب
ولكنها انهارت وسقطت على الأرض. لم أجرؤ على مواصلة النظر إليها، طأطأت رأسي لكي
لا أشاهدها، ولكنني عندما رفعت رأسي رأيت مرة أخرى منظرها المريب. استلقت على
الأرض دون حراك، شعرها تناثر على التراب، وبزّ ثديها من فتحة فستانها، بكى الطفل دون
توقف، ولما رأى أن أمه لا تأخذه إلى حضنها مد يده بشكل تلقائى إلى ثديها ، وحشر
حلمتها فى فمه، وصار يرضع نقاط الحليب الدافئ الأخير في ثديها. من حوله استمر
إطلاق الرصاص وضجيج الهاربين، وصرخات الخوف، ظلت تدوي إلى البعيد. [كوخاف، باتيا،
ص 1968، ص99، عباءة عبد القادر]
إذن هل يحق لهؤلاء العرب – فى رأي الصهاينة - الحياة؟! بالطبع لا، وهنا تكون البطولة هي
القتل والتخلص منهم، وإن من يقتل هو البطل، ففي قصيدة (يوناثان غيفن) تحت عنوان
(عدت من إجازتي) يقول الشاعر:
يجب عليك أن تقتل
حيت تعود وتقص على والدتك
أشياء كثيرة وجميلة [الباشا، حسن، 1900، ص
49، التربية الصهيونية]
ويكتب (موسيترون) عن تعامل نائب حاكم غزة العسكري، مع أبناء
شعبه ما يأتي:
"لا يهمه القتلى والجرحى كان ينظر إلى الناس، وكأنهم
مكعبات صغيرة فى لعبة الدمينو أو الشطرنج". [قتال، الشوراع بغزة، ص145]
ومن أعمال الصهاينة الوحشية، تصف كاتبة إسرائيلة (نيتغابن
يهودا) فى كتابها " خلف الضفائر" معاملة الإسرائيليين للأسرى العرب
المكبلين: " عندما دخل المقاتلون إلى عين زيتون، جمعوا كل الرجال فأخذوهم
وكبلوا أيديهم وأرجلهم، وألقوا بهم فى واد سحيق تحت عين زيتون، وظلوا هناك لمدة
يومين ثم قال الضابط. أريد أن أسمع بعد ساعتين على الأكثر أن جميع الأسرى قضى
عليهم، وخلاص تنتهي هذه المشكلة... [ الهدهد، روضة – 1996 – ص73]
لقد حاولت بعض قصص الأطفال الفلسطينية أن ترسم من خلال هذه
القصص صورة العدو المجرم القاتل غليظ القلب الذى لا يفرق فى كراهيته وحقده بين
الأطفال وغيرهم.
"رأى الطفل هذه الصورة الوحشية لمجزرة صهيونية على الطريق
بين عكا وحيفا، حين أوقف الصهاينة – فجأة – الحافلة التى يستقلها أناس عاديون،
وفتشوهم، ثم أحصاهم أحد الجنود معلنا بالعبرية (خمسة عشر) باستثناء الطفل الذي
أحضره قائد الدورية، وأوقفه بجانبه ... أمر الضابط صبية تلبس سروالاً قصيراً،
وتعلق على كتفها رشاشاً أن تقتلهم، وفعلت ذلك، فى حين التفت الرجل السمين إلى
الطفل، وانحنى قليلاً ممسكاً أذنه بقسوة بين إصبعيه: هل رأيت؟ تذكر هذا جيداً وأنت
تحكي القصة". [كنفاني، غسان، د.ت – ص49 – أطفال غسان كنفاني]
وهذا شاهد إسرائيلي آخر يصور الصهاينة بالقتلة والمجرمين الذين
يرتكبون المجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، يكتب (عوزي بتنزيمان) فى قصته: "حسب
التخطيط،
كان على المقاتلين أن يقتلوا العديد من سكان مخيم البريج فى
غزة، خمسة عشر قتيلاً، بينهم نساء وأطفال... النساء هن مومسات فى خدمة المتسللين
العرب". [بنزيمان، عوزي , 1985, ص 45]
وهذا يكتب (بنزيمان) عن مذبحة قبية: " فى مذبحة قبية قتل
69 شخصاً، نصفهم من النساء والأطفال، فجر جنود أريل شارون 45 بيتاً، اختبأ فيها
سكان القرية الذين أصيبوا بالهلع. لم يولوا اهتماماً كافياً لإمكانية وجود سكان فى
البيوت المستهدفة للتفجير"[ السابق، ص 48، 49]
كتب (نتان ألنزوان) عن مجزرة اللد ودير ياسين وغيرها
يقول:" ارتكتب الإيتسل مجزرة رهيبة فى دير ياسين الواقعة قرب القدس، قتل
عشرات الأطفال والنساء.. بدم بارد، وبدأ سكان القرى المجاورة يهربون.. الوكالة
اليهودية وبقية المؤسسات كانوا منصعقين".[ألتروان، نتان, ص123]
وعن مذبحة صبرا وشاتيلا: " اكتشفت لجنة كاهان (لجنة
التحقيق فى مجزرة صبرا وشاتيلاً) أن قوات الكتائب دخلت إلى مخيمي صبرا وشاتيلا
بمعرفة وموافقة الجيش الإسرائيلي وبالتنسيق معه، وأن وحدات إسرائيلية كانت موجودة
قرب المنطقة عندما قتل رجال الكتائب مواطني المخيمين، لم يرد أريل شارون ورفائيل
إيتان بالسرعة اللازمة عندما علما بوقوع المذبحة".
ومن هذه القصص التاريخية ما تناوله مفيد نحلة
فى قصته (الفرسان والبحر)، التى تدور حول وحشية الصهاينة وتعذيبهم حتى للفتيات
الصغيرات فى فلسطين، "فقد وقفت الفتاة سمراء على شاطئ بحر مدينة يافا تنتظر
عودة أهلها ... وبين الانتظار والعودة وعودة الأهل ... يأتي ضابط التحقيق؛ حيث
اقتادها إليه اثنان من عساكره، وتم تعذيبها قبل أن يعود الفرسان من البحر".
[نحلة، مفيد – 1981- ص17 – الفرسان والبحر].
وتكتب الصحافية (عميرة هاس) فى كتابها " أن تشرب من بحر
غزة" عن التعذيب الذي يمارسه الكيان
الصهيوني: " أربعة ضباط من الشاباك يجبرون المعتقل على الاستلقاء على ظهره،
أحدهم يقفز على رجليه, والثاني على صدره، والثالث على عضوه التناسلي، والرابع يغلق
فمه وأنفه بيديه ليسد مجرى التنفس. يمضي أياماً دون أن ينام, ودون طعام ودون
السماح له بالوصول إلى المراحيض. وكل ذلك مصحوب بإذلال نفسي (فى مرحلة التحقيق)
عندما نطلق سراحك لن تكون رجلاً، لن تنجب أطفالاً، سنأتي إلى زوجتك وأمك ونغتصبهما
أمام ناظرك..". [ هاس، عميرة – 1996, ص 232]. بناء على هذه القناعات المبنية
على تعاليم الشريعة اليهودية (الهالاخاة) يحرم على غير اليهود أن يعيشوا فى القدس.
ويحرم السماح بسكن الغرباء فيها.
ولقد عبر (الحاخام إليعزر) والدينبرج الحائز على جائزة الدولة
والمسلمة إليه من الرئيس الإسرائيلي عام 1976 عن هذا المعني بقوله: " يحرم
على غير اليهود العيش فى إسرائيل وفى القدس بشكل خاص، وبالتالى علينا أن نطرد كل
من هو غير يهودي بموجب تعاليم التوراة".
ورد فى سفر التكوين:" يجب أن تتخلصوا من كل ساكني
الأرض" [تكوين 52/53]. وورد فى فقرات من المزمور السابع والثلاثين من سفر
المزامير فى التوارة والذي مطلعه (على أنهارك بابل)، وقد جاء فى ختامه " يا
بنت بابل المخربة طول الزمن، يجازيك جزاءنا الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك
ويضرب بهم الصخرة" . وللتخلص من ساكني الأرض تضرب برؤوسهم الصخرة". [
الأيام – تاريخ 5/5/1999].
صورة
اليهودي البخيل :
ومن أقدم الصفات والصور التى رسمها الأدب العربي للشخصية
اليهودية منذ القدم هي صورة اليهودي البخيل، ولعل قصة وفاء السموءل الشهيرة، التي تناولها
إبراهيم طوقان بالنقد والتحليل من خلال حديث إذاعي، عندما كان يعمل بالإذاعة فى
فلسطين، انتهى من تلك الحادثة إلى أن ذلك لم يكن وفاءً بقدر ما كان بخلاً وحرصاً
من السموءل الذي ضحى بابنه فى سبيل الدروع المرهونة مقابل
المال. [جريدة الدفاع – 25/4/1939 – عدد 588]
ويصف
الكاتب نجاتي صدقي اليهودي فى قصة (شمعون بازاجلو) بالبخل والكسب السريع،
والمراباة: " يقيم (شمعون بازاجلو) فى حي يهودي فقير تنبعث منه روائح كريهة،
فالمجاري تمتد على وجه الأرض... فشمعون بازاجلو أحد سكان الحي يجمع المال بطريقة
غير مقبولة مع أنه يملكه، وهو يقوم بالعبادات ويتبع تعاليم الديانة اليهودية فيما
يخص الطعام ويشهد له أهل الحي بأنه رجل وقور، طيب القلب هادئ الطبع. لا ينقطع عن
آداء فرض الصلاة فى أيام السبت... ومع أنه اقترب من الخمسين إلا أنه لم يتزوج وذلك
يعود إلى أنه يخشى النساء ويمقتهن؛ إذ هن فى معتقده ماديات عنيدات
أنانيات...".
وهذه
الصورة تكاد تتفق مع صورة اليهودي فى أدب بعض الكتاب الإنجليز.
فاليهودي
فى نظر (شكسبير) مرذول ... " عندما يمضي إنسان مرة إلى اليهودي، يمضي حالاً
إلى الشيطان".[الراهب، هاني – ص17 – الشخصية الصهيونية فى الرواية
الإنجليزية]
وفى عام 1848م كتبت (جورج إليوت) الكاتبة الإنجليزية رسالة إلى
صديقة لها فعلقت على عرقية اليهودي (درزائيلي) بما يأتي: "أما الفروق الأخرى
[عدا الزنوج] فيبدو ببساطة أن انقراضها محتوم، ولست استثني حتى القوقازيين
العبريين. إن أخوة العرق، التى ينسب دزرائيلي إليها سخاء سيدونيا، هي بوضوح شعور
بالضعة، وسوف تتجاوزها الإنسانية فى المال حتى أننى لأتعجب من أنه, وهو اليهودي
يجرؤ على التبجح بها. إن طبيعتي الأممية لتضرب بحزم عات ضد أي افتراض بالتفوق لدى
اليهود... إننى أغني لتفوق الشعر العبري، لكن الكثير من أساطيرهم الأولى وتقريباً
كل تاريخهم يقزز النفس تماماً. لقد أنجب جنسهم موسى وعيسى،لكن موسى كان مشبعاً
بالفلسفة المصرية، وأما عيسى... فقد تجاوز أو ناهض اليهودية. أما تفخيم فكرتهم عن
رب قومي إلى توحيد روحي فيبدو مستعاراً من القبائل الشرقية. كل شيء يهودي على وجه
الخصوص لهو من درجة وضيعة". [J.W Cross (ed). George
Elliot's lift, pp. 94-95]
وتأثرت بعض القصص فى الأدب الفلسطيني بالآداب العالمية فى رسم
صورة اليهودي، ففي قصة (مغامرات ريان) لروضة الفرخ الهدهد، يظهر يهودي فى صورة
الثرى صاحب الأموال، يعمل جاهداً على شراء حجلة من قاسم الفقير، حتى إذا ما سنحت له
الفرصة بغياب قاسم، اشترى الحجلة من زوجته، واشترط عليها اليهودي: "إن سقط
منها شيء أو فقد؛ شققت بطن من يأكله حتى أخرجه منه، فهمتِ؟! نعم لا يأكل منها أحد
شيئاً وإلا أخرجت ما أكله من بطنه".[الهدهد، روضة، 1985، ص4، مغامرات ريان]
ووقع الابن ريان فى المحظور، حين أكل قانصة الحجلة، فظل اليهودي
يطارده طوال القصة ليشق بطنه ويستعيد قانصة الحجلة. وشخصية اليهودي فى القصة
امتصاص لشخصية اليهودي (شايلوك) فى قصة (وليم شكسبير) "تاجر البندقية"
ويشترك فى القصتين: رغبة اليهودي القاسية فى استرداد الدين من لحم المستدين وشخصية
اليهودي الثري، والرقم ثلاثة آلاف.
فى قصة "تاجر البندقية استدان أنطونيو التاجر الفينيسي من
المرابي اليهودي (شايلوك Shylock ثلاثة آلاف قطعة ذهبية تمكينا لصديقه(باسانيو Bassanio) من الزواج من (بورشيا Portia) الثرية الجميلة ويشترط المرابى على التاجر أن يقتطع رطلاً من
لحمه إذا لم يرد إليه المال فى الموعد المحدد، ويوافق أنطونيو، ولكنه يعجز عن رد
المال، فيصر شايلوك على تنفيذ ما ألزم به التاجر نفسه، وهو الموافقة على اقتطاع
رطل من لحمه". [شكسبير، وليم, 1978]
تصوير الصهيوني بالذل والسفاهة:
وهذا ما رسمه مصطفى السكران بقوله:
ما
الـذل إلا لليهود ومجـدنا فى
الدهر قدماً فوق كل مقام
[ النوايه، نايف، ص46 – فلسطين فى الشعر
الأردني الحديث]
ويقول جهاد إبراهيم:
لن يوقف السفهاء عند حدودهم
إلا الفتى لبـى النـداء فكرره
[درويش، جهاد – ص 16، أقمار الخيمة]
كما صور الأدب العربي اليهودي بالطمع, فقد ورد فى قصة (ليلى
والكنز) التى تتحدث عن الفتاة ليلى التى تضيع من أهلها، فيجدها الحطاب سالم فقير
الحال، الذي يتزوجها، ويبدأ يهودي فى مراودته لأخذها منه، لأن دماءها تكشف الكنز
تحت الصخرة، ويستطيع العملاق الكبير – خادم الكنز – أن يخلصها من طمع اليهودي،
ويعيشا بسعادة مع كنزهما". [الهدهد، 1986]
فقد صور الأدب العربي الصهاينة بالجبن والخوف فهم جبناء.
-
ومثال
ذلك قول الشاعر توفيق زياد فى قصيدته التى بعنوان (مليون شمس فى دمي): -
يدنا ثابتة ثابتة.
ويد الظالم،
مهما ثبتتْ
مرتجفة !!!)
[الجيوس، سلمى – ص268 – موسوعة الأدب
الفلسطيني المعاصر]
ومن الشعراء من وصفهم بالدوامة الهوجاء كما هو الحال عند فدوى
طوقان:
كيف الهروب
والعاصف الجبار يسفي الدرب وحشي الهبوب
شرس الجناح يسوط أقدامي
على القفر الرهيب
وبقيت وحدى
حيرى/ أدور/ أصارع الدوامة الهوجاء
وحدى [ طوقان، فدوى – ص 264- ديوان دوامة
الغبار]
وأما الكاتب (يسرائيل فايسلر بوتشو) فيصف بأسلوب تراثي ساخر فى
كتابه " أنا جبان أنا" أعمالهم الجبانة. [بيتشو، يسرائيل ويسلر – ص84 –
أنا جبان أنا]
وهذا علي الجارم يصور فى قصيدته (فلسطين) الصهاينة المشردين،
وهم يسطون على دورنا يحتلونها عنوة ويجلوننا عن بلادنا بقوة السلاح:
وتائه ماله دار ولا وطـن يسطو على دارنا قسراً ويقصينا
العهد عندهم خلف ومجحدة فمـا رأينـاهم
إلا مرائــينا
[السوافيري، كامل – 1963 – ص463 – الشعر
العربي الحديث فى مأساة فلسطين].
وشهد شاهد من أهلها ويكتب عن النهب وما قام به الجيش الإسرائيلي
فى حرب 48 إذ يقول كاتب يهودي: "إنني أخلع من فم ضابط مصري أسنان الذهب التي
لا فائدة لها .. عند المصريين فقط الضباط لهم أسنان ذهب". [إليعزر، – 1966 –
ص60]
لصوص
وقطاع الطرق:
وعن السرقة يضيف الكاتب: "كان عليك أن ترى ما حدث فى
الرملة.. كل فرد من أفراد وحدة (كرياتي) قام بالسرقة لمصلحته... وصلوا بالسيارات
من تل أبيب، وأفرغوا المدينة وحملوا الغنائم إلى بيوتهم... من رباط الأحذية وحتى
مولدات الكهرباء... ومن الثريات حتى السجاد الفارسي". [كريتش، ألوان – 1995 –
ص243- إلى الشغل والسلاح]
ويضيف فى فقرة أخرى: "تجمع قطيع من الغنم على مقربة منا،
قادت القطيع طفلة صغيرة فى حوالي التاسعة من عمرها، اقترح أحدهم أن نأخذ بعض الغنمات
(زوداة)... انتشر القطيع مرعوباً إلى كل صوب، وهربت الطفلة
يعقبها ما تبقى من القطيع. عاد الغزاة مع أغنامهم والسرور يرتسم على
وجوهم".[شاليف، إسحق – 1988- ص97- قضية عبريئيل]
ويكتب حاييم غوري عن جرائم الحرب: "لقد وقعت فى حرب
الاستقلال، لمزيد من الأسف والخجل أعمال سرقة ونهب أملاك غائبين وإصابة أبرياء،
وقتل أسرى حرب".[السابق، ص94]
حتى حبال الغسيل لم تسلم من عبث جنود الاحتلال, إذ يكتب
(أور سفيباك) عن حالة التبهم واللامبالاة نتيجة الاحتلال:
"ولكن بالنسبة إلى (يغئال عمير) فى جباليا كان يقطع حبال الغسيل فى البيوت...
لقد أخذ بندقية وقطع حبال الغسيل وطلب من الجميع أن يتعلموا منه..".
[أورسفيباك – 2001م – ص25، 100 –
لمن فرقة جولاني]
وكتب
عن السلب والنهب والاغتصاب من قبل جنود صهاينة, فيذكر في فقرة أخرى: "إنهم يخالفون ميثاق جنيف والقوانين الدولية . ويعتقلون
بلا سبب, بغض النظر عن عمر المعتقل أو وضعه الصحي , اغتصبت طفلة في الثانية عشرة ,
واعتدي على طفلة أخرى .. الجنود يصلون في الليل الى بيوتهم , لعائلات محترمة ويجبرون
الفتيات العذراوات على مرافقتهم. فى جباليا عثر على 15 جثة. الأطباء أقروا أنهم
قتلوا رمياً بالرصاص. البيوت استولى عليها الجيش، والأثاث الذي لم ينهب ألقي على
الشوارع. يوجد نهب كثير، ويقوم به جنود ومدنيون، رجال ونساء، الشاحنة تلو الأخرى،
فى وضح النهار".
[بيرغر، تمار – 1998 – ص57، 63 – ديونيوس فى
المركز].
ويصف محمود درويش الصهاينة باللصوص وقطاع الطرق الذين يسلبون
وينهبون يقول:
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضاً كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم يكتف الصهاينة بنهب الأرض وكروم الأجداد، سطوا على قوت
الإنسان الفلسطيني على خوابي الزيت وأكياس الطحين:
نهبوا خوابي الزيت يا أمي وأكياس الطحين [حافظ، صبري – 51 – سلسلة الشعر والشعراء]
ولا تقف صورة الصهيوني عند فدوى طوقان على ما تقدم، بل تصفهم
بالمجرمين والقتلة واللصوص الذين يسطون على ابتسامات الأطفال ولحظات سعادتهم،
تقول:
ليسرقوا الضحكات من أطفالنا
ليهدموا، ليحرقوك [طوقان،
فدوى – ص490- ديوانها]
ولم يكتف الصهاينة بسرقة الدار وما بها ومن بها، بل أرادوا سرقة
كل مكان يوجد فيه العربي, وهذا ما صوره أحمد دحبور فى قصيدته (العودة):
وهل يكفي، وقد سرقوا مكاناً
لنا، إنا توارثنا الزمان [ دحبور، أحمد – ص306 – ديوانه]
المكر
والغدر ونكث العهد
ولعل المكر والغدر ونكث العهود من أكثر الصور التى رسمها الأدب
العربي لليهودي، منذ فجر الدعوة الإسلامية، والتى رسخها القرآن الكريم وتاريخ اليهود الأسود.
فهذا محمد العدناني يصفهم بالمكر فى قصيدته (الدولة اليهودية):
جيشها المكر والنسِّا تبذل العرض فى الظلم
[ السوافيري – كامل – 1963 – ص 412 – الشعر العربي الحديث فى
مأساة فلسطين]
ويصفهم بالجائعين ناكثي العهود فى قصيدته (انقضوا الهدنة):
ونال اليهود الجائعون منـاهم
وباتوا كأن لم يحزنوا فى المـلاحم
لقد نكثوا عهداً ففازوا وأيسروا وصاروا
بفضل القتل مثل الضراغم
[ السابق، ص413]
ويصفهم
الشاعر رفعت الصليبي بالغدر:
أبناء صهيون كادوا كل داهية وأجمعوا أمرهم للغدر وائتمروا
[فلسطين فى الشعر الأردني – عبد الله النواية – ص50]
وهذا ما صوره سميح القاسم:
قست الثعالب والكروم مباحة
وقسـا نواطـير الكروم النوم
لكن ناب الغدر أيقظ هاجـعاً شكراً لناب الغدر ضاء المعتم
[سميح القاسم – القصائد – مجلد 2 – ص 416]
وتتحدث قصة رشاد أبو شاور (الأسوار) عن مكائد اليهود لإسقاط
أريحا الكنعنانية فى أيديهم بقيادة يوشع بن نون بعد أن خرجوا من مصر وتاهوا أربعين
سنة قبل أن يصلوا إلى أريحا " فأحاطت جيوش يوشع بن نون مدينة أريحا، وحاصرتها
من كل الجهات".[أبو شاور، ص57 ].
وقصة رشاد أبو شاور (أرض العسل) تصور تصويراً دقيقاً المكائد
التي سبقت, ومهدت لاحتلال فلسطين، وهي تتناول بالتسجيل، وتوثيق الحقائق التاريخية،
المحاولات الصهيونية المحمومة للضغط على الحكومة البريطانية لاستصدار وعد بلفور". [أبو شاور، رشاد , 1979]
فموشى سميلانسكي والد يزهار سميلانسكي. لم تفارقه الرغبة فى
تحطيم البنية الإجتماعية عند الفلسطينيين وهو يتظاهر بالعطف عليهم. فى قصة
(بسبب امرأة). كما يتضح من سياق القصة التى تدين عقلية الأب، فإن
– كاتب القصة – موشي سميلانسكي يخطط لجريمة أكبر من قتل الأب، يكون هو المجرم
فيها، ذلك لأنه يخطط لقتل البناء الاسرى، ومن ثمّ فإنه يهدف لتحطيم البنية
الاجتماعية القائمة. [يوسف – 2000م – ص26 – التزوير فى الأدب اليهودي]
ومن الصور السلبية التي رسمها الأدب العربي للشخصية الصهيونية،
وتكررت كثيراً.
صورة الحشرات المؤذية والسامة والحيوانات الضارة
والوضيعة:
فهذا أحمد السقاف يصف الصهاينة بالحثالات فى قصيدته (فى ركب
محمد):
فلما غزتك هذي الحثالات
ومن خيرك الدخيل تنمر؟
[السوافيري - كامل –
1963 – 510]
ويخاطب محمد العدناني عصابات اليهود فى قصيدته (اللهيب)
بالحثالات والنفايات بقوله:
يا نفايات يا حثال البرايـا يا جراثيم أوقعـوا بالعـديد
واقتلوا الشيخ آمناً فى حماه واذبحوا الخود وافتكوا بالوليد
[الكيالي – عبد الرحمن – 1975 – الشعر الفلسطيني فى نكبة
فلسطين]
ويصف حيدر محمود الصهاينة بالحشرات المؤذية
وأعداؤك النمل الذي يتزايد
فإما نجا من طعنة
جذع نخلةٍ
بها نحتمي دبت عليها المكائد [الجيوسي، سلمى – ص 42]
ويقول محمود درويش:
أيها المارون بين الكلمات العابرهْ
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرهْ
فلنا فى أرضنا ما نعمل [حافظ،
صبري – ص 183]
ومن الشعراء من يصور اليهود بالجراد والوباء الذي يقضي على
الأخضر واليابس.
يقول الشاعر إبراهيم طوقان فى قصيدته التى بعنوان (الهجرة
الصهيونية):
أأنـاسي نزلتم أرضــنا أم نزلــتم بفلسطين جــرادا
يقرض
الزرع ولا يبقى على أثر للضرع يستهوى
العبـادا
أم نزلــتم وبأ مكتسـحاً يزرع
الهول ويجتاح البــلادا
يا عبيد
المـال والشر أرى عهد
نيرون بكم فى الأرض عـادا
[الكيالى – عبد الرحمن – 1975 – ص89 – الشعر الفلسطيني فى نكبة
فلسطين]
فهنا يرى الشاعر أن هجرة اليهود كهجرة الجراد الذي يأتي على
الزرع فيهلكه، وكذلك يصورهم بطاعون، وأنهم عبيد المال والشر.
وهناك من صورهم بالخفافيش:
يقول سميح القاسم من قصيدة الخفافيش:
الخفافيش على نافذتي تمتص ضوئي
الخفافيش على مدخل بيتي
تقتص خطوي والتفاتي
[الكيالي – عبد الرحمن – 1975 – ص404]
ويصور بعض الشعراء الصهاينة بالوحوش الكاسرة أحياناً والمراوغة
أحياناً أخرى.
يقول توفيق زياد:
إن كان لص الأرض وحشاً كاسراً
فالعزم فينا
ألف كاسر
[زياد – توفيق – ص 445 – ديوانه]
وهذا برهان الدين العبوشي يصورهم بالكلاب فى قصيدته (جبل
النار):
السيبة الخضراء أضحت مسرحاً
لكلابهم يا ذلة الفرسان
[الكيالي – عبد الرحمن – 1975 – ص 84 – الشعر الفلسطيني فى نكبة
فلسطين]
وحول الصورة نفسها تقول فدوى طوقان فى قصيدتها (صوت داخلي):
فإن كلاب الطراد على دربنا
تجن إذا برقت فى الظلام
[الجيوسي – سلمى – ص 330]
كما يصورهم سميح القاسم بكلاب صيد وأعداء الحياة فى قصيدة
(الياسمينة):
كانت الدوامة الخرقاء تجتاح الأزقة
كلب صيد جدَّ فى أعقاب ثائر
[ القاسم – سميح – ص 626 – ديوان القصائد]
ويصورهم إلياس فرحات فى قصيدته التى بعنوان (اللاجئين) بالذئاب:
أوت
الذئاب إلى مضاجعكم وأنتم فى العراء
[السوافيري – كامل – 1963 – ص525]
وهذا ما فعله محمد العدناني فى قصيدته (اللهيب):
وانهبــوا يا ذئــاب كل طعامٍ وابذلوا فى الدمار كل الجهود
وانسفوا
يا ذئاب وامحقوا كل حي مـن
مريض ومقعد مكـدود
[الكيالي – عبد الرحمن – 1975 – ص 214]
والصورة نفسها رسمها الشاعر يوسف عبد العزيز فى قصيدته (إلى
الشعر):
مرحباً أيُّها الذئب فى حجرات الهدوء
مرحباً يا عدوي
يا قليل الكلام [الجيوسي
– سلمى – ص345 ]
وتصف فدوى طوقان الصهاينة بالذئاب المفترسة من قصيدة (الصديق)
كمال ناصر:
ملايين أقسمت لا تنام
وفى دروبها موطئ للذئاب
[طوقان – فدوى – ص 330- من الأعماق]
ولم يجد إبراهيم طوقان شراً من الذئب فى مجاورة راعي الغنم هذا
ما يصوره فى قصيدته (رثاء أبى المكارم) :
أم أي راعٍ بلا ذئب يجاوره
إن لم تجد راعياً شراً من
الذيب
[السوافيري – كامل – ص 348]
وقد صور شحادة الناطور الصهاينة بالخنازير كما جاء فى قصته
(نهاية الخنازير): " عندما جاء اليهود السكان غير الأصليين [ورمز لهم
بالخنازير] ليحتلوا أرض الأكباش [الذين يرمزون للفلسطنيين ] وأصبح الخنازير
يزدادون على حساب السكان الأصليين الذين بدأوا يشتكون إلى غابة الحيوانات الكبرى
التى بدأت ترسل إليهم وفوداً لحل القضية [إشارة إلى لجان التحقيق العديدة التي
كانت ترسل لفلسطين لتقصّي الحقائق]
[المغربي – تيسير – 2006م – ص 144 – قصص الأطفال فى الأدب
الفلسطيني – رسالة ماجستير]
وهذا جبرا إبراهيم جبرا يصفهم بالخنازير النجسة وهي تجأر وتنقذف
إلى الجحيم فى قصيدته (ساعة صفر):
وأرعد السكون وانشقت بالصواعق الأرض
ومن زرائبها انطلقت خنازير تجأر
وتنقذق فى الهاويات
[الجيوسي – سلمى – ص 168 – موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر]
ويصورهم أحمد على باكثير فى قصيدته (بنى العرب) بالأفاعي
الخطرة:
لا بل إن اليهود أمثل
منكم هم أفاعٍ تخشى وأنتم دود
[السوافيري, ص 524]
وهذا محمد العدناني يصفهم بالحية التى تلدغ:
ولدت أمس منبتة دولة الشر القـرم
فإذا قيــل أنها صحبة
مهجة ودم
قلت لا شك أنـها حيـة اللسع والألم
[ العدنان – محمد – ص 118 ، ديوانه]
أهم
نتائج البحث:
-
يصور
العرب فى معظم كتب الأدب الصهيوني شخصيات سخيفة ومثيرة للسخرية تقدم شخصياتهم بشكل
سلبي من منطلقات قومية لا إنسانية، وموجهة للتأثير في القارئ. وهذا ما يؤكده
الصهاينة أنفسهم يقول أحد كتابهم: " نزع الصفة الإنسانية عن العدو [العرب] هي
محاولة لتصفيته فى وعيك قبل الدخول معه فى معركة، وذلك بواسطة نفي إنسانيته أو
التقليل منها، لكي لا تعرقل مشاعرك وضميرك. محاولتك القضاء عليه فى أثناء المعركة
أو لكي تتغلب على مشاعر الخوف منه". [ لام – تسفي – 1979 – ص 42 – الحرب
والتربية].
"كذلك أنماط العادات والسلوك والقيم الأخلاقية والمواقع
الاجتماعية والاقتصادية وغيرها كلها تظهر سلبية".[كوهين – أدبرت – ص 72 – وجه
بشع فى المرآة]
غير أن بعض الكتاب اليهود، صوروا العربي فى أعمالهم الأدبية
بصورة إيجابية.
-
إن
اليهودي فى الأدب مدرك لحقيقة أنه يعيش فى أرض أجنبية، ويرى العربي مواطناً حقيقياً
ولد من رحم هذه الأرض.
-
إدراك
كثير من الكتاب اليهود أن الصراع بين العرب واليهود على الأرض هو صراع لا يدور بين
الحق والباطل، بل بين الحق والحق.
-
هناك
تحول نوعي فى الكتابة الإسرائيلية، لعله أحد تجليات مظاهر استخلاص الضوء من براثن
العتمة الذي وهجته الانتفاضة.
-
بدأت
على وشك السقوط ثقافة الاستعلاء التلمودي.
-
الإصرار
على أن لليهود حقوقاً تأريخية فى فلسطين، مبرزين ذلك فى تعاملهم مع الآثار
والأفكار التوراتية.
-
فى
السبيعنات خاصة بعد حرب أكتوبر والثمانينات بعد الإنتفاضة نجد بعض التغيير، فبعض
القصص تحاول أن تقدم بطلاً عربياً يمكن أن يكون ذاتياً, وإنسانياً، ومن هذه
الأعمال ما ظهر للكتاب: (دبورا عوفر، وبنيامن تموز، ودوريت أورغاد، وموشيه بن
شاؤول)
-
كما
تناولت هذه الدراسة الصورة السلبية للصهيوني فى الأدب العربي، والتى وردت ردًّ فعل
للمارسات الصهيونية الوحشية ضد العرب، وما اقترفه الصهاينة من جرائم ومجازر بهدف
الاستيلاء على الأرض.
-
لم
ترد أي صورة إيجابية للصهيوني فى الأدب العربي على خلاف ما ورد فى الأدب الصهيوني.
-
كثيراً
ما نجد بعض الصور للشخصيات تعمل على أكثر من مستوى، واقعي أو مجازي.
-
إن
الخوف الأسطوري من تعرض كليهما (العربي واليهودي) لخطر الآخر لا يمكن محوه تماماً
فى ظل هذه الصورة السائدة فى أدب كل منهما.
أهم المصادر والمراجع:
أولاً: مصادر عامة:
-
القرآن
الكريم.
-
العهد
القديم.
-
العهد
الجديد.
ثانياً: المصادر والمراجع العربية:
- الباشا،حسن، التربية الصهيونيية - جمعية الدعوة الإسلامية –
طرابس، ط1، 1978.
-
الحسيني،
زين العابدين، سر البري ، دار ابن رشد –
بيروت، ط1، 1979.
-
الراهب،
هاني– الشخصية الصهيونية فى الرواية الإنجليزية – المؤسسة العربية للدراسات
والنشر – بيروت– د.ت.
-
السوافيري، كامل –
الشعر العربي الحديث فى مأساة فلسطين– مصر،ط2، 1963.
-
- الاتجاهات الفنية
فى الشعر الفلسطيني المعاصر.
-
الكيالي، عبد الرحمن –
تاريخ فلسطين الحديث– المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت، ط7، 1978.
-
،
الشعر الفلسطيني فى نكبة فلسطين – بيروت، 1975.
-
المغربي، تيسير - قصص
الأطفال فى الأدب الفلسطيني – رسالة ماجستير – بجامعة الأزهر – غزة، 2006.
-
الهدهد، روضة، السجين
الفنان – داركندة للنشر والتوزيع – عمان، 1996.
-
,– قافلة
الغذاء, ط2 – رابطة الكتاب الأردنيين – عمان، 1982.
-
, - ليلى
والكنز سلسلة حكايات الغول – دار كندة للنشر والتوزيع – عمان، 1986.
-
أبو شاور، رشاد،
الوطن مجموعة عطر الياسمين ، دار الحقائق –
الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطنيين، ط1، 1979.
-
-
أرض العسل، دار الحقائق – الإتحاد العام
للكتاب والصحفيين الفلسطنيين، ط1.
-
- الأسوار، دار
الحقائق – الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطنيين، ط1.
-
, الذين
يقتلون الحمام – دار الأداب – بيروت،ط1، 1980.
-
أبو عرقوب، أحمد–
أمريكيا تقتل صغار عين الحلوة، مجموعة الأيام القادمة – رابطة الكتاب الأردنيين-
عمان، 1982.
-
حسونة – خليل ، الوعي
السلبي للثقافة المغايرة، مركز البشير للدراسات الحضارية – غزة – فلسطين،ط1، 2000.
-
خضر، حسن , هوية الآخر – دار فنون للطباعة والنشر – القدس،
1995.
-
خلف، حسن، الحضارة الكنعانية والتوراة – بيروت، 1999.
-
شلحت، أنطوان ،
الشخصية العربية فى الأدب العبري الحديث، ط1، 1986.
-
- ثقوب فى
الثقافة الأخروية، دار الأسوار –عكا،ط1، 1994.
-
عرايدة، نعيم، ناقدة
على الأدب العبري الحديث – دار المشرق للطباعة والنشر – شفا عمر – فلسطين المحتلة،
1984.
-
كنفاني، غسان، كان
يومذاك طفلاً، غسان كنفاني – دار الفتى العربي،د.ت.
-
مجموعة من الكتاب,
الصهيونية نظرية وممارسة – دار الطليعة – بيروت، 1979.
-
نحلة، مفيد , الفرسان
والبحر – رابطة الكتاب الأردنيين – عمان، 1981.
-
يوسف، يوسف، التزوير
فى الأدب اليهودي – دار القلم – دمشق، 2000.
ثالثاً:
المصادر والمراجع الأجنبية:
-
التوراة – سفر
التثنية والاشتراع ويشوع.
-
إليعيزر، باريف،
المعركة – عام عوفيد – تل أبيب، 1966.
-
أوريان، إسحق، رصاصة
واحدة – الكيبوتش الموحد – وخندق تل أبيب للأدب والفن، 1979 .
-
-
عشب بري – الكيبوتش الموحد – وخندق تل أبيب للأدب والفن .
-
أورسفيباك ، لمن فرقة
جولاني – القدس ستسينا، 2001.
-
إيان، بلاك،
الغارويان البريطانية سبتمبر، 1988.
-
بتسر، عوديد ، ليس
على طريق الملك – يوسف شربرك – تل أبيب، 1973.
-
بنزيمان، عوزي، لا
يتوقف عند الشارة الحمراء، سيرة أريك شارون آدم – تل أبيب، 1985.
-
بتيشو، يسرائيل ويسلر
،أنا جبان أنا – رمات غان – مسادا، 1966.
-
بيرغر، تمار ،
ديونيوس فى المركز، 1998.
-
حسمبا – موسيترون، قتال
الشوراع بغزة – شالفي – تل أبيب، 1989.
-
رايوخ, جيلا، العربي
فى الأدب الإسرائيلي، 2000.
-
سلوى، يهودا, نار على
الجبال- عام عوفيد – تل أبيب، 1964.
-
سميلانسكي ،يزهار،
خربة خزعة – الكيبوتس الموحد – تل أبيب، 1988.
-
، أربع
قصص– الكيبوتس الموحد – تل أبيب، 1967.
-
،
اكتشاف إلياهور – زامورا بيتان – تل أبيب،1999.
-
, سبع
قصص – تل أبيب، 1921.
-
شاليفن إسحق، قضية
غبريئيل – عام عوفيد – تل أبيب، 1988.
-
شكسبير، وليم، تاجر
البندقية – ترجمة غازي جمال - دار القلم – بيروت،ط1، 1978.
-
شيفطن،دان ، تعامل
اليهود فى البلاد مع عرب إسرائيل – جامعة تل أبيب – تل أبيب، 1968.
-
عيزر، إيهود –
المسألة العربية فى أدبنا – عدد 47 – شدمون.
-
عوز , عاموس، فى أرض
إسرائيل – بوفا شام إيرتز - تل أبيب، 1977.
-
- قصة
بلاد بنات آوي.
-
غروسمان، دافيد،
الزمن الأصفر – الكيبوتس الموحد، 1987.
-
كريتش، ألون ، إلى
الشغل والسلاح – تاج – تل أبيب، 1995.
-
كوخاف، باتيا، عباءة عبد القادر، رمات غان مسّاده، 1968.
-
كوهين، أدير،وجه بشع
فى المرآة – ترجمة غازي العدي ، دار الجليل للنشر – عمان، ط1، 1988.
-
لام، تسفي، الحرب
والتربية – عام عوفيد، 1979.
-
موسينزون، يغئال،
حسمبا والسر الكبير – تل أبيب، 2001.
-
، قتال
الشوارع بغزة – شالفي – تل أبيب، 1989.
-
هاس، عميرة، أن تشرب
من بحر غزة – تل أبيب، 1996.
-
ياهف، دان، ما أروع
هذه الحرب – بقلم سلمان ناطور، 2004.
-
يهودا، نتيفار ، خلف
الضفائر – دومنيو – القدس، 1985.
-
يهوشواع، كنياز، همس
القلب – عام عوفيد – تل أبيب، 1986.
-
J.W Cross (ed) , George Ellots life , PP. 94- 95
رابعاً:
الصحف والمجلات:
-
الأيام – 5/2/1999.
-
ألترون، نتان –
19/11/1948 – العمود السابع.
-
العرب اللندنية-
14/10/1994.
-
بلاك ،إيان ، 1988,
الغادريان البريطانية – سبتمبر.
-
بوليتنيكا ، العدد22.
-
جريدة الدفاع ، يوم
25/4/1939.
-
عيتون – أيار – 1988 –
العدد 155.
-
فلسطين الثورة – 1988
– عدد 6، حزيران – حسن البطل- ثقافة هضبة واكمة.
-
هآرتس – 17/2/1988.
* Dr. Nohammed Fuad El – Sultan: Associate Professor in
Arab literature and literary Criticism –
Faculty of Arts and Sciences – Al – Aqsa
University .
* يطلق النقاد على الإنتاج الأدبي العبري الذي
أنتج فى فلسطين منذ فترة الإنتداب البريطاني في عام 1917م، وحتى عاام 1948م عرف
بإسم الأدب العبري الفلسطيني، ويطلقون على
الأدب المكتوب بالعبرية منذ عام 1948م فصاعداً اصطلاح (الأدب الإسرائيلي)، ويعد
تمييزاً له من المرحلة السابقة، لكن بعضهم يتجاهل هذا التصنيف.
* أصلها الجويم، ومفردها (جوي) وتعنى الأغيار، واستخدمها العبريون فى
الماضى بمعنى الهوام والحشرات، ثم أصبح يدل على السوقة والأشرار، وتشير إلى جميع
الناس من غير اليهود.
* ولد فى بلدة برتشف فى بولندا 1905مـ، لعائلة
متدينة، وكان جدة من رواد الحركة الصهيونية وفد على فلسطين، 1922 و أقام فى القدس.
* مع بداية السبعينات من القرن الماضي يرى بعض
الكتاب الصهاينة أن البدوي – والمقصود به العربي – تحول إلى ثري عربيد نهم
للنساء. [ الأيام – تاريخ 5/2/1999]
* (بنيامين
تموز) المولود عام 1919 وقد ظهرت كتاباته فى فترة
الأربعينات، وكان واحداً من الأعضاء البارزين فى الحركة الكنعانية، تخلى عن اسم
عائلته (كامير شتين) واختار بدلاً منه اسم (تموز) وهو اسم الإله الكنعاني، واسم
أحد شهور السنة العبرية. تضم أول مجموعة قصصية له بعنوان رمال من ذهب Sands of Gold.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق